معنى الاستواء الى السماء يناقضه ( ثم ) لإعطائه معنى التراخي والمهلة قلت ( ثم ) ههنا لما بين الخلقين من التفاوت وفضل خلق السموات على خلق الأرض لا للتراخي في الوقت كقوله
! ٢ < ثم كان من الذين آمنوا > ٢ ! البلد ١٧
على انه لو كان لمعنى التراخي في الوقت لم يلزم ما اعترضت به لأن المعنى ( أنه ) حين قصد الى السماء لم يحدث فيما بين ذلك أي في تضاعيف القصد اليها خلقا آخر فإن قلت اما يناقض هذا قوله
! ٢ < والأرض بعد ذلك دحاها > ٢ ! النازعات ٣٠ قلت لا لأن جرم الأرض تقدم خلقه خلق السماء
واما دحوها فمتأخر وعن الحسن خلق الله الأرض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهر عليها دخان ملتزق بها ثم أصعد الدخان وخلق منه السموات وامسك الفهر في موضعها وبسط منها الأرض فذلك قوله
! ٢ < كانتا رتقا > ٢ ! الأنبياء ٣٠ وهو الالتزاق
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم ءادم الأسمآء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسمآء هاؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنآ إلا ما علمتنآ إنك أنت العليم الحكيم قال ياءادم أنبئهم بأسمآئهم فلمآ أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون - ٣٣
! ٢ < < < البقرة :( ٣٠ ) وإذ قال ربك..... > > وإذ > ٢ !
نصب بإضمار اذكر ويجوز ان ينتصب بقالوا والملائكة جمع ملاك على الأصل كالشمائل في جمع شمأل وإلحاق التاء لتأنيث الجمع
! ٢ < جاعل > ٢ !
من جعل الذي له مفعولان دخل على المبتدأ والخبر وهما قوله
! ٢ < في الأرض خليفة > ٢ !
فكانا مفعوليه ومعناه مصير في الأرض خليفة
والخليفة من يخلف غيره والمعنى خليفة منكم لأنهم كانوا سكان الأرض فخلفهم فيها آدم وذريته
فإن قلت فهلا قيل خلائف او خلفاء قلت أريد بالخليفة آدم
واستغني بذكره عن ذكر بنيه كما يستغنى بذكر ابي القبيلة في قولك مضر وهاشم او اريد من يخلفكم او خلفا يخلفكم فوحد لذلك
وقرىء ( خليقة ) بالقاف ويجوز ان يريد خليفة مني لأن آدم كان خليفة الله في أرضه وكذلك كل نبي
! ٢ < إنا جعلناك خليفة في الأرض > ٢ ! ص ٢٦
فلإنن قلت لأي غرض أخبرهم بذلك قلت ليسألوا ذلك السؤال ويجابوا بما اجيبوا به فيعرفوا حكمته في إستخلافهم قبل كونهم صيانة لهم عن إعتراض الشبهة في وقت إستخلافهم
وقيل ليعلم