يكن كل واحد منكم اول كافر به كقولك كسانا حلة أي كل واحد منا
وهذا تعريض بأنه كان يجب أن يكونوا أول من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفته
ولأنهم كانوا المبشرين بزمان من أوحى اليه والمستفتحين على الذين كفروا به
وكانوا يعدون أتباعه اول الناس كلهم فلما بعث كان أمرهم على العكس كقوله
! ٢ < لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة > ٢ ! الى قوله
! ٢ < وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة > ٢ ! البينة ١٠٤
! ٢ < فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به > ٢ ! البقرة ٨٩
ويجوز أن يراد ولا تكونوا مثل أول كافر به يعني من أشرك به من أهل مكة
أي ولا تكونوا وأنتم تعرفونه مذكورا في التوراة موصوفا مثل من لم يعرفه وهو مشرك لا كتاب له وقيل الضمير في ( به ) لما معكم لأنهم اذا كفروا بما يصدقه فقد كفروا به
والاشتراء استعارة للاستبدال كقوله تعالى
! ٢ < اشتروا الضلالة بالهدى > ٢ ! البقرة ١٦ وقوله
( كما اشترى المسلم اذ تنصرا % )
وقوله
( فإني شريت الحلم بعدك بالجهل % )
يعني ولا تستبدلوا بآياتي ثمنا والا فالثمن هو المشترى به
والثمن القليل الرياسة التى كانت لهم في قومهم خافوا عليها الفوات لو أصبحوا أتباعا لرسول الله ﷺ فاستبدلوها وهي بدل قليل ومتاع يسير بآيات الله وبالحق الذي كل كثير اليه قليل وكل كبير اليه حقير فما بال القليل الحقير
وقيل كانت عامتهم يعطون أحبارهم من زروعهم وثمارهم ويهدون اليهم الهدايا ويرشونهم الرشا على تحريفهم الكلم وتسهيلهم لهم ما صعب عليه من الشرائع
وكان ملوكهم يدرون عليهم الأموال ليكتموا او يحرفوا
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون وأقيموا الصلواة وآتوا الزكواة واركعوا مع الراكعين - ٤٣ < < البقرة :( ٤٢ - ٤٣ ) ولا تلبسوا الحق..... > >