باب الاستعارة كما ان قولك رأيت أسدا مجاز


فإذا زدت ( من فلان ) رجع تشبيها
فإن قلت فلم زيد
! ٢ < من الفجر > ٢ !
حتى كان تشبيها وهلا اقتصر به على الاستعارة التي هي أبلغ من التشبيه وادخل في الفصاحة قلت لأن من شرط المستعار ان يدل عليه الحال او الكلام ولو لم يذكر
! ٢ < من الفجر > ٢ !
لم يعلم ان الخيطين مستعاران فزيد
! ٢ < من الفجر > ٢ !
فكان تشبيها بليغا وخرج من ان يكون استعارة
فإن قلت فكيف التبس على عدي بن حاتم مع هذا البيان حتى قال
٩٥ عمدت الى عقالين أبيض وأسود فجعلتهما تحت وسادتي فكنت أقوم من الليل فأنظر اليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود فلما أصبحت غدوت الى رسول الله ﷺ فأخبرته فضحك وقال ( إن كان وسادك لعريضا )
(١) وروي ( إنك لعريض القفا إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل ) قلت غفل عن البيان ولذلك عرض رسول الله ﷺ قفاه لأنه مما يستدل به على بلاهة الرجل وقلة فطنته
وانشدتني بعض البدويات لبدوي
( عريض القفا ميزانه في شماله % قد انحص من حسب القراريط شاربه )
فإن قلت فما تقول فيما روى عن سهل بن سعد الساعدي
٩٦ أنها نزلت ولم ينزل
! ٢ < من الفجر > ٢ ! فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط احدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له فنزل بعد ذلك
! ٢ < من الفجر > ٢ ! فعلموا انه إنما يعني بذلك الليل والنهار
(١) وكيف جاز تاخير البيان وهو يشبه العبث حيث لا يفهم منه المراد إذ ليس باستعارة لفقد الدلالة ولا بتشبيه قبل ذكر الفجر فلا يفهم منه إذن الا الحقيقة وهي غير مرادة قلت أما من لم يجوز تأخير البيان وهم اكثر الفقهاء والمتكلمين وهو مذهب أبي علي وأبي هاشم فلم يصح
__________
١-


الصفحة التالية
Icon