وقيل إن اهل الجاهلية كانوا فريقين منهم من جعل المتعجل آثما ومنهم من جعل المتأخر آثما فورد القرآن بنفي المآثم عنهما جميعا
! ٢ < لمن اتقى > ٢ !
أي ذلك التخيير ونفي الإثم عن المتعجل والمتأخر لأجل الحاج المتقي لئلا يتخالج في قلبه شيء منهما فيحسب ان احدهما يرهق صاحبه آثام في الإقدام عليه لأن ذا التقوى حذر متحرز من كل ما يريبه ولأنه هو الحاج على الحقيقة عند الله
ثم قال
! ٢ < واتقوا الله > ٢ !
ليعبأ بكم
ويجوز ان يراد ذلك الذي مر ذكره من احكام الحج وغيره لمن اتقى لأنه هو المنتفع به دون من سواه كقوله
! ٢ < ذلك خير للذين يريدون وجه الله > ٢ ! الروم ٣٨
البقرة ٢٠٤ - ٢٠٦
! ٢ < < < البقرة :( ٢٠٤ ) ومن الناس من..... > > من يعجبك قوله > ٢ !
أي يروقك ويعظم في قلبك ومنه الشيء العجيب الذي يعظم في النفس وهو الأخنس بن شريق كان رجلا حلو المنطق اذا لقي رسول الله ﷺ ألان له القول وادعى انه يحبه وانه مسلم وقال يعلم الله أني صادق
وقيل هو عام في المنافقين كانت تحلولي ألسنتهم وقلوبهم امر من الصبر فإن قلت بم يتعلق قوله
! ٢ < في الحياة الدنيا > ٢ !
قلت بالقول أي يعجبك ما يقوله في معنى الدنيا لأن ادعاءه المحبة بالباطل يطلب به حظا من حظوظ الدنيا ولا يريد به الآخرة كما تراد بالإيمان الحقيقي والمحبة الصادقة للرسول فكلامه اذا في الدنيا لا في الآخرة
ويجوز ان يتعلق بيعجبك أي قوله حلو فصيح في الدنيا فهو يعجبك ولا يعجبك في الآخرة لما يرهقه في الموقف من الحبسة واللكنة او لأنه لا يؤذن له في الكلام فلا يتكلم حتى يعجبك كلامه
! ٢ < ويشهد الله على ما في قلبه > ٢ !
أي يحلف ويقول الله شاهد على ما في قلبي من محبتك ومن الإسلام وقرىء ( ويشهد الله ) وفي مصحف أبي ( ويستشهد الله )
! ٢ < وهو ألد الخصام > ٢ !
وهو شديد الجدال والعداوة للمسلمين
وقيل كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلا وأهلك مواشيهم واحرق زروعهم
والخصام المخاصمة وإضافة الألد بمعنى في كقولهم ثبت الغدر او جعل الخصام ألد على المبالغة وقيل الخصام جمع خصم كصعب وصعاب بمعنى وهو أشد الخصوم خصومة
! ٢ < وإذا تولى > ٢ !
عنك وذهب بعد إلانة القول وإحلاء المنطق
! ٢ < سعى في الأرض ليفسد فيها > ٢ !
كما فعل بثقيف
وقيل
! ٢ < وإذا تولى > ٢ !
وإذا كان واليا فعل ما يفعل ولاة السوء من الفساد في الأرض بإهلاك الحرث والنسل
وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر

__________


الصفحة التالية
Icon