محمد بن علي وانا في عدتي فقال قد علمت قرابتي من رسول الله ﷺ وحق جدي علي وقدمي في الاسلام فقلت غفر الله لك أتخطبني في عدتي وانت يؤخذ عنك فقال اوقد فعلت إنما اخبرتك بقرابتي من رسول الله ﷺ وموضعي قد دخل رسول الله ﷺ على ام سلمة وكانت عند ابن عمها ابي سلمة فتوفي عنها فلم يزل يذكر لها منزلته من الله وهو متحامل على يده حتى أثر الحصير في يده من شدة تحامله عليها فما كانت تلك خطبة
فإن قلت أي فرق بين الكناية والتعريض قلت الكناية ان تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له كقولك طويل النجاد والحمائل لطول القامة وكثير الرماد للمضياف
والتعريض ان تذكر شيئا تدل به على شيء لم تذكره كما يقول المحتاج للمحتاج اليه جئتك لأسلم عليك ولأنظر الى وجهك الكريم ولذلك قالوا
( وحسبك بالتسليم مني تقاضيا % )
وكأنه إمالة الكلام الى عرض يدل على الغرض ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده
! ٢ < أو أكننتم في أنفسكم > ٢ !
أو سترتم وأضمرتم في قلوبكم فلم تذكروه بألسنتكم لا معرضين ولا مصرحين
! ٢ < علم الله أنكم ستذكرونهن > ٢ !
لا محالة ولا تنفكون عن النطق برغبتكم فيهن ولا تصبرون عنه وفيه طرف من التوبيخ كقوله
! ٢ < علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم > ٢ ! البقرة ١٨٧
فإن قلت أين المستدرك بقوله
! ٢ < ولكن لا تواعدوهن > ٢ !
قلت هو محذوف لدلالة ستذكرونهن عليه تقديره علم الله أنكم ستذكرونهن فاذكروهن ولكن لا تواعدوهن سرا
والسر وقع كناية عن النكاح الذي هو الوطء لأنه مما يسر قال الأعشى