! ٢ < طالوت > ٢ !
ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشآء والله واسع عليم < < البقرة :( ٢٤٧ ) وقال لهم نبيهم..... > > طالوت اسم أعجمي كجالوت وداود
وإنما امتنع من الصرف لتعريفه وعجمته وزعموا انه من الطوال لما وصف به من البسطة في الجسم
ووزنه إن كان من الطول ( فعلوت ) منه أصله طولوت الا ان امتناع صرفه يدفع ان يكون منه الا أن يقال هو اسم عبراني وافق عربيا كما وافق حنطاء حنطة وبشمالاها لها رحمانا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم فهو من الطول كما لو كان عربيا وكان احد سببيه العجمة لكونه عبرانيا
! ٢ < إني > ٢ !
كيف ومن أين وهو إنكار لتملكه عليهم واستبعاد له
فإن قلت ما الفرق بين الواوين في
! ٢ < ونحن أحق > ٢ !
! ٢ < ولم يؤت > ٢ !
قلت الأولى للحال والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالا قد انتظمتهما معا في حكم واو الحال
والمعنى كيف يتملك علينا والحال انه لا يستحق التملك لوجود من هو احق بالملك وانه فقير ولا بد للملك من مال يعتضد به
وإنما قالوا ذلك لأن النبوة كانت في سبط لاوى بن يعقوب والملك في سبط يهوذا ولم يكن طالوت من احد السبطين ولأنه كان رجلا سقاء او دباغا فقيرا
وروي ان نبيهم دعا الله تعالى حين طلبوا منه ملكا فأتى بعصا يقاس بها من يملك عليهم فلم يساوها الا طالوت
! ٢ < قال إن الله اصطفاه عليكم > ٢ !
يريد ان الله هو الذي اختاره عليكم وهو اعلم بالمصالح منكم ولا اعتراض على حكم الله
ثم ذكر مصلحتين انفع مما ذكروا من النسب والمال وهما العلم المبسوط والجسامة
والظاهر أن المراد بالعلم المعرفة بما طلبوه لأجله من امر الحرب
ويجوز أن يكون عالما بالديانات وبغيرها وقيل قد اوحي اليه ونبىء وذلك ان الملك لا بد أن يكون من اهل العلم فإن الجاهل مزدرى غير منتفع به وان يكون جسيما يملأ العين جهارة لأنه أعظم في النفوس وأهيب في القلوب
والبسطة السعة والامتداد وروي أن الرجل القائم كان يمد يده فينال رأسه
! ٢ < يؤتي ملكه من يشاء > ٢ !
أي الملك له غير منازع فيه فهو يؤتيه من يشاء من يستصلحه للملك
! ٢ < والله واسع > ٢ !
الفضل والعطاء يوسع على من ليس له سعة من المال ويغنيه بعد الفقر
! ٢ < عليم > ٢ !
بمن يصطفيه للملك

__________


الصفحة التالية
Icon