ذراعا واخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول فوجهوا سلمان الى رسول الله ﷺ يخبره فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدعتها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم وكبر وكبر المسلمون وقال ( أضاءت لي منها قصور الحيرة كانها أنياب الكلاب ثم ضرب الثانية فقال أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ثم ضرب الثالثة فقال أضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبريل عليه السلام ان امتي ظاهرة على كلها فأبشروا )
(١) فقال المنافقون ألا تعجبون يمينكم ويعدكم الباطل ويخبركم انه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وانتم انما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون ان تبرزوا فنزلت
فإن قلت كيف قال
! ٢ < بيدك الخير > ٢ !
فذكر الخير دون الشر قلت لأن الكلام إنما وقع في الخير الذي يسوقه الى المؤمنين وهو الذي انكرته الكفرة فقال بيدك الخير تؤتيه أولياءك على رغم من أعدائك ولأن كل أفعال الله تعالى من نافع وضار صادر عن الحكمة والمصلحة فهو خير كله كإيتاء الملك ونزعه
ثم ذكر قدرته الباهرة بذكر حال الليل والنهار في المعاقبة بينهما وحال الحي والميت في إخراج أحدهما من الآخر وعطف عليه رزقه بغير حساب دلالة على ان من قدر على تلك الأفعال العظيمة المحيرة للأفهام ثم قدر ان يرزق بغير حساب دلالة من يشاء من عباده فهو قادر على ان ينزع الملك من العجم ويذلهم ويؤتيه العرب ويعزهم وفي بعض الكتب أنا الله ملك الملوك قلوب الملوك ونواصيهم بيدي فإن العباد اطاعوني جعلتهم لهم رحمة وإن العباد عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسب الملوك ولكن توبوا الي أعطفهم عليكم وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام
١٦٧ ( كما تكونوا يولى عليكم )
+ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذالك فليس من الله في شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ٢٨ < < آل عمران :( ٢٨ ) لا يتخذ المؤمنون..... > >

__________
١-


الصفحة التالية
Icon