الناس بنخسهم لامتلأت الدنيا صراخا وعياطا مما يبلونا به من نخسه
! ٢ < فتقبلها ربها > ٢ !
فرضي بها في النذر مكان الذكر
! ٢ < بقبول حسن > ٢ !
فيه وجهان احدهما ان يكون القبول اسم ما تقبل به الشيء كالسعوط واللدود لما يسعط به ويلد وهو اختصاصه لها بإقامتها مقام الذكر في النذر ولم يقبل قبلها أنثى في ذلك أو بأن تسلمها من امها عقيب الولادة قبل ان تنشأ وتصلح للسدانة
وروي ان حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها الى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هرون وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم وكانت بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم فقال لهم زكريا أنا أحق بها عندي خالتها فقالوا لا حتى نقترع عليها فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين الى نهر فألقوا فيه أقلامهم فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم فتكفلها
والثاني ان يكون مصدرا على تقدير حذف المضاف بمعنى فتقبلها بذي قبول حسن أي بأمر ذي قبول حسن وهو الاختصاص
ويجوز ان يكون معنى
! ٢ < فتقبلها > ٢ !
فاستقبلها كقولك تعجله بمعنى استعجله وتقصاه بمعنى استقصاه وهو كثير في كلامهم من استقبل الأمر اذا أخذه بأوله وعنفوانه قال القطامي
( وخير الأمر ما استقبلت منه % وليس بأن تتبعه اتباعا )
ومنه المثل ( خذ الأمر بقوابله ) أي فأخذها في اول امرها حين ولدت بقبول حسن
! ٢ < وأنبتها نباتا حسنا > ٢ !
مجاز عن التربية الحسنة العائدة عليها بما يصلحها في جميع احوالها
وقرىء ( وكفلها زكريا ) بوزن وعملها
! ٢ < وكفلها زكريا > ٢ !
بتشديد الفاء ونصب زكرياء والفعل لله تعالى بمعنى وضمها اليه وجعله كافلا لها وضامنا لمصالحها
ويؤيدها قراءة أبي وأكفلها من قوله تعالى
! ٢ < فقال أكفلنيها > ٢ ! ص ٢٣ وقرأ مجاهد فتقبلها ربها وأنبتها وكفلها على لفظ الأمر في الأفعال الثلاثة ونصب ربها تدعو بذلك أي فاقبلها يا ربها وربها واجعل زكريا كافلا لها قيل بنى لها زكريا محرابا في المسجد أي غرفة يصعد اليها بسلم
وقيل المحراب أشرف المجالس ومقدمها كأنها وضعت في أشرف موضع من بيت المقدس
وقيل كانت مساجدهم تسمى المحاريب وروي انه كان لا يدخل عليها الا هو وحده وكان اذا خرج غلق عليها سبعة أبواب
! ٢ < وجد عندها رزقا > ٢ !
كان رزقها ينزل عليها من الجنة ولم ترضع ثديا قط فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء
! ٢ < أنى لك هذا > ٢ !
من أين لك هذا الرزق الذي لا يشبه أرزاق الدنيا وهو آت في غير حينه والأبواب مغلقة عليك لا

__________


الصفحة التالية
Icon