١٧٧ قال رجل يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك ( قال لا ينبغي ان يسجد لأحد من دون الله ولكن اكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله )
(١)
! ٢ < والحكم > ٢ !
والحكمة وهي السنة
! ٢ < ولكن كونوا ربانيين > ٢ !
ولكن يقول كونوا
والرباني منسوب الى الرب بزيادة الألف والنون كما يقال رقباني ولحياني وهو الشديد التمسك بدين الله وطاعته وعن محمد ابن الحنفية أنه قال حين مات ابن عباس اليوم مات رباني هذه الأمة
وعن الحسن ربانيين علماء فقهاء وقيل علماء معلمين وكانوا يقولون الشارع الرباني العالم العامل المعلم
! ٢ < بما كنتم > ٢ !
بسبب كونكم عالمين وبسبب كونكم دارسين للعلم اوجب ان تكون الربانية التي هي قوة التمسك بطاعة الله مسببة عن العلم والدراسة وكفى به دليلا على خيبة سعي من جهد نفسه وكد روحه في جمع العلم ثم لم يجعله ذريعة الى العمل فكان مثله مثل من غرس شجرة حسناء تونقه بمنظرها ولا تنفعه بثمرها
وقرىء ( تعلمون ) من التعليم ( وتعلمون ) من التعلم
! ٢ < تدرسون > ٢ !
تقرؤن وقرىء ( تدرسون ) من التدريس
وتدرسون على ان أدرس بمعنى درس كاكرم وكرم وانزل ونزل ( وتدرسون ) من التدرس ويجوز أن يكون معناه ومعنى تدرسون بالتخفيف تدرسونه على الناس كقوله
! ٢ < لتقرأه على الناس > ٢ ! الاسراء ١٠٦ فيكون معناهما معنى تدرسون من التدريس
وفيه ان من علم ودرس العلم ولم يعمل به فليس من الله في شيء وان السبب بينه وبين ربه منقطع حيث لم يثبت النسبة اليه الا للمتمسكين بطاعته وقرىء ( ولا يأمركم ) بالنصب عطفا على
! ٢ < ثم يقول > ٢ !
وفيه وجهان أحدهما ان تجعل ( لا ) مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله
! ٢ < ما كان لبشر > ٢ !
والمعنى ما كان لبشر ان يستنبئه الله وينصبه للدعاء الى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم
! ٢ < أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا > ٢ !
كما تقول ما كان لزيد ان أكرمه ثم يهينني ولا يستخف بي
والثاني أن تجعل ( لا ) غير مزيدة والمعنى ان رسول الله ﷺ كان ينهى قريشا عن عبادة الملائكة واليهود والنصارى عن عبادة عزير والمسيح
فلما قالوا له انتخذك ربا قيل لهم ما كان لبشر ان يستنبئه الله ثم يأمر الناس بعبادته وينهاكم عن عبادة الملائكة والأنبياء
والقراءة بالرفع على ابتداء الكلام أظهر وتنصرها قراءة عبد الله ( ولن يأمركم ) والضمير

__________
١-


الصفحة التالية
Icon