ومنه قوله عليه الصلاة والسلام
١٨٣ ( حبب الي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة )
(١) وقرا ابن عباس وابي ومجاهد وأبو جعفر المدني في رواية قتيبة ( آية بينة ) على التوحيد
وفيها دليل على ان مقام إبراهيم واقع وحده عطف بيان
فإن قلت كيف أجزت ان يكون مقام إبراهيم والأمن عطف بيان للآيات وقوله
^ ومن دخله كان ءامنا ^
جملة مستانفة اما ابتدائية وإما شرطية قلت أجزت ذلك من حيث المعنى لأن قوله
^ ومن دخله كان ءامنا ^
دل على أمن داخله فكانه قيل فيه آيات بينات مقام إبراهيم وامن داخله ألا ترى انك لو قلت فيه آية بينة من دخله كان آمنا صح لأنه في معنى قولك فيه آية بينة امن من دخله
فإن قلت كيف كان سبب هذا الأثر قلت فيه قولان أحدهما انه لما ارتفع بنيان الكعبة وضعف ابراهيم عن رفع الحجارة قام على هذا الحجر فغاصت فيه قدماه وقيل إنه جاء زائرا من الشام الى مكة فقالت له امرأة إسماعيل انزل حتى يغسل رأسك فلم ينزل فجاءته بهذا الحجر فوضعته على شقه الأيمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ثم حولته الى شقه الأيسر حتى غسلت الشق الآخر فبقي أثر قدميه عليه
ومعنى
^ ومن دخله كان ءامنا ^
معنى قوله
^ أو لم يروا انا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم ^ العنكبوت ٦٧ وذلك بدعوة ابراهيم عليه السلام
! ٢ < رب اجعل هذا البلد آمنا > ٢ ! البقرة ١٢٦ وكان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ الى الحرم لم يطلب
وعن عمر رضي الله عنه ( لو ظفرت فيه بقاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه ) وعند أبي حنيفة من لزمه القتل في الحل بقصاص أوردة أو زنى فالتجأ الى الحرم لم يتعرض له الا انه لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع حتى يضطر الى الخروج وقيل آمنا من النار وعن النبي ﷺ
١٨٤ ( من مات في احد الحرمين بعث يوم القيامة آمنا )
+ ١ ٣٨٩ + وعنه عليه الصلاة والسلام

__________
١-


الصفحة التالية
Icon