انهزم المشركون فما موقفنا ههنا وقال بعضهم لا نخالف أمر رسول الله ﷺ فممن ثبت مكانه عبد الله بن جبير أمير الرماة في نفر دون العشرة وهم المعنيون بقوله
! ٢ < ومنكم من يريد الآخرة > ٢ ! ونفر اعقابهم ينهبون وهم الذين ارادوا الدنيا فكر المشركون على الرماة وقتلوا عبد الله بن جبير رضي الله عنه وأقبلوا على المسلمين وحالت الريح دبورا وكانت صبا حتى هزموهم وقتلوا من قتلوا وهو قوله
! ٢ < ثم صرفكم عنهم ليبتليكم > ٢ !
ليمتحن صبركم على المصائب وثباتكم على الإيمان عندها
! ٢ < ولقد عفا عنكم > ٢ !
لما علم من ندمكم على فرط منكم من عصيان امر رسول الله ﷺ
! ٢ < والله ذو فضل على المؤمنين > ٢ !
يتفضل عليهم بالعفو او هو متفضل عليهم في جميع الأحوال سواء أديل لهم أو أديل عليهم لأن الابتلاء رحمة كما ان النصرة رحمة
فإن قلت أين متعلق
! ٢ < حتى إذا > ٢ !
قلت محذوف تقديره حتى اذا فشلتم منعكم نصره ويجوز ان يكون المعنى صدقكم الله وعده الى وقت فشلكم
! ٢ < إذ تصعدون > ٢ !
نصب بصرفكم أو بقوله
^ ^ ليبتليكم ^
أو باضمار ( اذكر ) والاصعاد الذهاب في الأرض والإبعاد فيه
يقال صعد في الجبل وأصعد في الأرض يقال أصعدنا من مكة الى المدينة وقرأ الحسن رضي الله عنه ( تصعدون ) يعني في الجبل
وتعضد الأولى قراءة أبي ( إذ تصعدون في الوادي ) وقرا أبو حيوة ( تصعدون ) بفتح التاء وتشديد العين من تصعد فى السلم وقرا الحسن رضي الله عنه ( تلون ) بواو واحدة وقد ذكرنا وجهها
وقرىء ( يصعدون ) ( ويلوون ) بالياء
^ والرسول يدعوكم ^
كان يقول ( الي عباد الله ) الي عباد الله انا رسول الله من يكر فله الجنة )
^ في أخراكم ^
في ساقتكم وجماعتكم الأخرى وهي المتأخرة يقال جئت في آخر الناس واخراهم كما تقول في أولهم واولاهم بتاويل مقدمتهم وجماعتهم الأولى
^ فأثابكم ^
عطف على صرفكم أي فجازاكم الله
^ غما ^
حين صرفكم عنهم وابتلاكم
^ ب ! ٢ < سبب > ٢ ! غم ^ أذقتموه رسول الله ﷺ بعصيانكم له أو غما مضاعفا غما بعد غم وغما متصلا بغم من الاغتمام بما أرجف به من قتل رسول الله ﷺ والجرح والقتل وظفر المشركين وفوت الغنيمة والنصر
^ لكيلا تحزنوا ^
لتتمرنوا على تجرع الغموم وتضروا باحتمال الشدائد فلا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع ولا على مصيب من المضار ويجوز أن يكون الضمير في
^ فأثابكم ^
للرسول أي فآساكم في الاغتمام وكما غمكم ما نزل به من كسر الرباعية والشجة وغيرهما غمه ما نزل بكم فأثابكم غما اغتمه لأجلكم بسبب غم اغتممتموه لأجله ولم يثربكم على عصيانكم ومخالفتكم لأمره وانما فعل ذلك ليسليكم وينفس عنكم لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نصر الله ولا على ما أصابكم

__________


الصفحة التالية
Icon