قدم على قسمة الميراث كقولك جالس الحسن او ابن سيرين فإن قلت لم قدمت الوصية على الدين والدين مقدم عليها في الشريعة قلت لما كانت الوصية مشبهة للميراث في كونها ماخوذة من غير عوض كان إخراجها مما يشق على الورثة ويتعاظمهم ولا تطيب انفسهم بها فكان أداؤها مظنة للتفريط بخلاف الدين فإن نفوسهم مطمئنة الى ادائه فلذلك قدمت على الدين بعثا على وجوبها والمسارعة الى إخراجها مع الدين ولذلك جيء بكلمة ( أو ) للتسوية بينهما في الوجوب ثم اكد ذلك ورغب فيه بقوله
! ٢ < وأبناؤكم لا > ٢ !
أي لا تدرون من انفع لكم من آبائكم وأبنائكم الذين يموتون أمن اوصى منهم أمن لم يوص يعنى ان من اوصى ببعض ماله فعرضكم لثواب الآخرة بإمضاء وصيته فهو أقرب لكم نفعا واحضر جدوى ممن ترك الوصية فوفر عليكم عرض الدنيا وجعل ثواب الاخرة أقرب وأحضر من عرض الدنيا ذهابا الى حقيقة الأمر لأن عرض الدنيا وان كان عاجلا قريبا في الصورة الا انه فان فهو في الحقيقة الأبعد الأقصى وثواب الآخرة وإن كان آجلا إلا أنه باق فهو في الحقيقة الأقرب الأدنى
وقيل إن الابن ان كان أرفع درجة من ابيه في الجنة سأل ان يرفع أبوه اليه فيرفع
وكذلك الأب إن كان أرفع درجة من ابنه سأل ان يرفع اليه ابنه فأنتم لا تدرون في الدنيا أيهم أقرب لكم نفعا
وقيل قد فرض الله الفرائض على ما هو عنده حكمة
ولو وكل ذلك إليكم لم تعلموا أيهم لكم انفع فوضعتم انتم الأموال على غير حكمة وقيل الأب يجب عليه النفقة على الابن اذا احتاج وكذلك الابن اذا كان محتاجا فهما في النفع بالنفقة لا يدري ايهما أقرب نفعا
وليس شيء من هذه الأقاويل بملائم للمعنى ولا مجاوب له لأن هذه الجملة اعتراضية
ومن حق الاعتراضي أن يؤكد ما اعترض بينه ويناسبه