وفي حكم التغشية فعلى أيهما يعول قلت عل دخولها في حكم الختم لقوله تعالى
! ٢ < وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة > ٢ ! الجاثية ٢٣ ولوقفهم على سمعهم دون قلوبهم فإن قلت أي فائدة في تكرير الجار في قوله ( وعلى سمعهم ) قلت لو لم يكرر لكان انتظاما للقلوب والأسماع في تعدية واحدة وحين إستجد للأسماع تعدية على حدة كان أدل على شدة الختم في الموضعين
ووحد السمع كما وحد البطن في قوله كلوا في بعض بطنكم تعفوا يفعلون ذلك اذا امن اللبس
فإذا لم يؤمن كقولك فرسهم وثوبهم وانت تريد الجمع رفضوه
ولك ان تقول السمع مصدر في أصله والمصادر لا تجمع
فلمح الأصل يدل عليه جمع الأذن في قوله
! ٢ < وفي آذاننا وقر > ٢ ! فصلت ٥ وأن تقدر مضافا محذوفا أي وعلى حواس سمعهم
وقرأ ابن أبي عبلة وعلى أسماعهم فإن قلت هلا منع أبا عمرو والكسائي من إمالة أبصارهم ما فيه من حرف الاستعلاء وهو الصاد قلت لأن الراء المكسورة تغلب المستعلية لما فيه من التكرير كان فيها كسرتين وذلك أعون شيء على الامالة وأن يمال له ما لا يمال
والبصر نور العين وهو ما يبصر به الرائي ويدرك المرئيات كما أن البصيرة نور القلب وهو ما به يستبصر ويتأمل وكأنهما جوهران لطيفان خلقهما الله فيهما آلتين للإبصار والاستبصار
وقرىء ( غشاوة ) بالكسر والنصب وغشاوة بالضم والرفع وغشاوة بالفتح والنصب وغشوة بالكسر والرفع وغشوة بالفتح والرفع والنصب وعشاوة بالعين غير المعجمة والرفع من العشا
والعذاب مثل النكال بناء ومعنى لأنك تقول أعذب عن الشيء إذا أمسك عنه
كما تقول نكل عنه ومنه العذب لأنه يقمع العطش ويردعه بخلاف الملح فإنه يزيده ويدل عليه تسميتهم إياه نقاخا لأنه ينقخ العطش أي يكسره
وفراتا لأنه يرفته على القلب ثم اتسع فيه فسمى كل ألم فادح عذابا وإن لم يكن نكالا أي عقابا يرتدع به الجاني عن المعاودة
والفرق بين العظيم والكبير ان العظم نقيض الحقير والكبير نقيض الصغير فكأن العظيم فوق الكبير كما ان الحقير دون الصغير
ويستعملان في الجثث والأحداث

__________


الصفحة التالية
Icon