قولك وما يخرجون منها
فإن قلت فلم جاء الإيمان مطلقا في الثاني وهو مقيد في الأول قلت يحتمل أن يراد التقييد ويترك لدلالة المذكور عليه وأن يراد بالإطلاق أنهم ليسوا من الإيمان في شيء قط لا من الإيمان بالله وباليوم الآخر ولا من الإيمان بغيرهما
فإن قلت ما المراد باليوم الآخر قلت يجوز ان يراد به الوقت الذي لا حد له وهو الأبد الدائم الذي لا ينقطع لتأخره عن الأوقات المنقضية
وان يراد الوقت المحدود من النشور الى ان يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار لأنه آخر الأوقات المحدودة الذي لا حد للوقت بعده
والخدع أن يوهم صاحبه خلاف ما يريد به من المكروه
من قولهم ضب خادع وخدع إذا أمر الحارش يده على باب جحره أوهمه إقباله عليه ثم خرج من باب آخر
فإن قلت كيف ذلك ومخادعة الله والمؤمنين لا تصح لأن العالم الذي لا تخفي عليه

__________


الصفحة التالية
Icon