﴿ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ ﴾ نفعل بهم فعل الناسين الذين ينسون عبيدهم من الخير لا يذكرونهم به ﴿ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَاذَا ﴾ كما فعلوا بلقائه فعل الناسين، فلم يخطروه ببالهم ولم يهتموا به.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ٥٢ - ٥٣ ) ولقد جئناهم بكتاب..... > >
﴿ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ عالمين كيف نفصل أحكامه ومواعظه وقصصه وسائر معانيه، حتى جاء حكيماً قيماً غير ذي عوج قرأ ابن محيض فضلتاه بالضاد المعجمة بمعنى فضلناه على جميع الكتب، عالمين أنه أهل للتفضيل عليها، و ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً ﴾ حال من منصوب فصلناه، كما أن على علم حال من مرفوعه ﴿ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ﴾ إلاّ عاقبة أمره وما يؤول إليه من تبين صدقه وظهور صحة ما نطق به من الوعد والوعيد ﴿ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بِالْحَقّ ﴾ أي تبين وصحّ أنهم جاؤوا بالحق ﴿ نُرَدُّ ﴾ جملة معطوفة على الجملة قبلها، داخلة معها في حكم الاستفهام، كأنه قيل : هل لنا من شفعاء ؟ أو هل نردّ ؟ ورافعه وقوعه موقعاً يصلح للاسم، كما تقول ابتداء : هل يضرب زيد ؟ ولا يطلب له فعل آخر يعطف عليه. فلا يقدّر : هل يشفع لنا شافع أو نردّ ؟ وقرأ ابن أبي إسحاق :( أو نردّ ) بالنصب عطفاً على ( فيشفعوا لنا ) أو تكون ( أو ) بمعنى ( حتى أنّ ) أي يشفعوا لنا حتى نردّ فنعمل وقرأ الحسن بنصب ( نردّ ) ورفع ﴿ * فتعمل ﴾ بمعنى : فنحن نعمل.
! ٧ < ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالاٌّ مْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ٥٤ ) إن ربكم الله..... > >
﴿ يَغْشَى * إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى ﴾ وقرىء :( يغشى ) بالتشديد، أي يلحق الليل النهار، أو النهار بالليل يحتملهما جميعاً. والدليل على الثاني قراءة حميد بن قيس : يغشى الليل النهار، بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار، أي يدرك النهار الليل ويطلبه حثيثاً، حسن الملاءمة لقراءة حميد ﴿ بِأَمْرِهِ ﴾ بمشيئته وتصريفه، وهو متعلق بمسخرات، أي خلقهن جاريات بمقتضى حكمته وتدبيره، وكما يريد أن يصرفها سمي ذلك أمراً على التشبيه، كأنهن مأمورات بذلك. وقرىء :( والشمس والقمر والنجوم مسخرات )، بالرفع. لما ذكر أنه خلقهنّ مسخرات بأمره قال :﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالاْمْرُ ﴾ أي هو الذي خلق الأشياء كلها، وهو الذي صرفها على حسب إرادته.

__________


الصفحة التالية
Icon