كقولك : إن أطعمت زيداً من جوعه فقد أحسنت إليه ؟ تريد : فقد أتممت الإحسان إليه أو، فقد أدخله الجنة، لأن من لم يعذب لم يكن له بدّ من الثواب. وقرىء :( من يَصْرِفْ عنه ) على البناء للفاعل، والمعنى : من يصرف الله عنه في ذلك اليوم فقد رحمه، بمعنى : من يدفع الله عنه. ويحفظه، وقد علم من المدفوع عنه. وترك ذكر المصروف ؛ لكونه معلوماً أو مذكوراً قبله وهو العذاب. ويجوز أن ينتصب يومئذ يصرف انتصاب المفعول به، أي من يصرف الله عنه ذلك اليوم : أي هوله، فقد رحمه. وينصر هذه القراءة قراءة أبيّ رضي الله عنه : من يصرف الله عنه.
! ٧ < ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدُيرٌ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١٧ ) وإن يمسسك الله..... > >
﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ ﴾ من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه، فلا قادر على كشفه إلا هو ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ ﴾ من غنى أو صحة ﴿ فَهُوَ عَلَى كُلّ شَىْء قَدُيرٌ ﴾ فكان قادراً على إدامته أو إزالته.
! ٧ < ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ١٨ ) وهو القاهر فوق..... > > فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ تصوير للقهر والعلوّ بالغلبة والقدرة، كقوله :﴿ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴾ ( الأعراف : ١٢٧ ) الشيء أعم العام لوقوعه على كل ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، فيقع على القديم والجرم والعرض والمحال والمستقيم. ولذلك صحّ أن يقال في الله عزّ وجلّ : شيء لا كالأشياء، كأنك قلت : معلوم لا كسائر المعلومات، ولا يصح : جسم لا كالأجسام.
! ٧ < { قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَاذَا الْقُرْءَانُ لاٌّ نذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ

__________


الصفحة التالية
Icon