السنون فكانت لباديتهم وأهل مواشيهم. وأمّا نقص الثمرات فكان في أمصارهم. وعن كعب : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلاّ تمرة ﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ فيتنبهوا على أن ذلك لإصرارهم على الكفر وتكذيبهم لآيات الله، ولأن الناس في حال الشدّة أضرع خدوداً وألين أعطافاً وأرق أفئدة. وقيل : عاش فرعون أربعمائة سنة ولم ير مكروهاً في ثلثمائة وعشرين سنة، ولو أصابه في تلك المدّة وجع أو جوع أو حمى لما ادعى الربوبية.
! ٧ < ﴿ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَاذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ١٣١ ) فإذا جاءتهم الحسنة..... > >
﴿ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ ﴾ من الخضب والرخاء ﴿ قَالُواْ لَنَا هَاذِهِ ﴾ أي هذه مختصة بنا ونحن مستحقوها ولم نزل في النعمة والرفاهية، واللام مثلها في قولك. الجل للفرس ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ ﴾ من ضيقة وجدب ﴿ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ﴾ يتطيروا بهم ويتشاءموا ويقولوا : هذه بشؤمهم، ولولا مكانهم لما أصابتنا، كما قالت الكفرة لرسول الله ﷺ هذه من عندك. فإن قلت : كيف قيل فإذا جاءتهم الحسنة بإذا وتعريف الحسنة، وإن تصبهم سيئة بإن وتنكير السيئة ؟ قلت : لأنّ جنس الحسنة وقوعه كالواجب لكثرته واتساعه. وأمّا السيئة فلا تقع إلاّ في الندرة، ولا يقع إلاّ شيء منها. ومنه قول بعضهم : قد عددت أيام البلاء، فهل عددت أيام الرخاء ﴿ طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ ﴾ أي سبب خيرهم وشرهم عند الله، وهو حكمه ومشيئته، والله هو الذي يشاء ما يصيبهم من الحسنة والسيئة، وليس شؤم أحد ولا يمنه بسبب فيه، كقوله تعالى :﴿ قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ ( النساء : ٧٨ ) ويجوز أن يكون معناه : ألا إنما سبب شؤمهم عند الله وهو عملهم المكتوب عنده الذي يجري عليهم ما يسوءهم لأجله، ويعاقبون له بعد موتهم بما وعدهم الله في قوله سبحانه :﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ﴾ ( غافر : ٤٦ ) الآية. ولا طائر أشأم من هذا. وقرأ الحسن :( ءنما طيركم عند الله )، وهو اسم لجمع طائر غير تكسير، ونظيره : التجر، والركب. وعند أبي الحسن : هو تكسير.
! ٧ < { وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن ءَايَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ

__________


الصفحة التالية
Icon