جبل ولا برّ ولا بحر في مشارق الأرض ومغاربها، وإلاّ وقد ألقاه وملأ به مسامعهم وألزمهم به الحجة وهو سائلهم عنه يوم القيامة.
! ٧ < ﴿ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَاكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ١٦٠ ) وقطعناهم اثنتي عشرة..... > >
﴿ وَقَطَّعْنَاهُمُ ﴾ وصيرناهم قطعاً، أي فرقاً وميزنا بعضهم من بعض لقلة الألفة بينهم. وقرىء :( وقطعناهم ) بالتخفيف ﴿ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا ﴾ كقولك : اثنتي عشرة قبيلة. والأسباط : أولاد الولد، جمع سبط وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثني عشر ولداً من ولد يعقوب عليه السلام. فإن قلت : مميز ما عدا العشرة مفرد، فما وجه مجيئه مجموعاً ؟ وهلاّ قيل : اثني عشر سبطاً ؟ قلت : لو قيل ذلك لم يكن تحقيقاً لأنّ المراد : وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة، وكل قبيلة أسباط لا سبط، فوضع أسباطاً موضع قبيلة. ونظيره :% ( بينَ رِمَاحِيْ مَالِكٍ وَنَهْشَلِ ;
و ﴿ أُمَمًا ﴾ بدل من اثنتي عشرة بمعنى : وقطعناهم أمماً لأنّ كل أسباط كانت أمة عظيمة وجماعة كثيفة العدد، وكل واحدة كانت تؤم خلاف ما تؤمّه الأخرى، لا تكاد تأتلف. وقرىء :( اثنتي عشرة ) بكسر الشين ﴿ فَانبَجَسَتْ ﴾ فانفجرت. والمعنى واحد، وهو الانفتاح بسعة وكثرة : قال العجاج :% ( وَكَيْفَ غَرْبِيّ دَالِجٍ تَبَجَّسَا ;
فإن قلت : فهلا قيل : فضرب فانبجست ؟ قلت : لعدم الإلباس، وليجعل الإنبجاس مسبباً عن الإيحاء بضرب الحجر للدلالة على أنّ الموحى إليه لم يتوقف عن اتباع الأمر، وأنه من انتفاء الشكّ عنه بحيث لا حاجة إلى الإفصاح به. وقوله :﴿ كُلَّ أُنَاسٍ ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon