% ( وَدَعَوتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِح % وَلَقَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتَ ثَمَّ أَمِينَا ) % % ( وَعَرَضْتُ دِيناً لاَ مَحَالَةَ أَنَّه % مِنْ خَيْرِ أَدْيانِ الْبَرِيَّةِ دِينَا ) % % ( لَوْلاَ الْمَلاَمَةُ أَوْ حَذَارِيَ سُبَّة % لَوَجَدْتَنِي سَمْحاً بِذَاكَ مُبِينَا ) %
فنزلت.
! ٧ < ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِأايَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ٢٧ ) ولو ترى إذ..... > > وَلَوْ تَرَى ﴾ جوابه محذوف تقديره. ولو ترى لرأيت أمراً شنيعاً ﴿ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ ﴾ أروها حتى يعاينوها. أو اطلعوا عليها اطلاعاً هي تحتهم، أو أدخلوها فعرفوا مقدار عذابها من قولك : وقفته على كذا إذا فهمته وعرفته، وقرىء :( وقفوا ) على البناء للفاعل، ومن وقف عليه وقوفاً ﴿ لَنَا أَوْ نُرَدُّ ﴾ تم تمنيهم. ثم ابتدؤا ﴿ وَلاَ نُكَذّبَ بِئَايَاتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ واعدين الإيمان، كأنهم قالوا : ونحن لا نكذب ونؤمن على وجه الإثبات. شبهة سيبويه بقولهم : دعني ولا أعود، بمعنى : دعني وأنا لا أعود، تركتني أو لم تتركني. ويجوز أن يكون معطوفاً على نردّ، أو حالاً على معنى : يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين، فيدخل تحت حكم التمني. فإن قلت : يدفع ذلك قوله :﴿ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ لأن المتمنّى لا يكون كاذباً. قلت : هذا تمنٍّ قد تضمن معنى العدة، فجاز أن يتعلق به التكذيب، كما يقول الرجل : ليت الله يرزقني مالاً فأحسن إليك وأكافئك على صنيعك، فهذا متمنّ في معنى الواعد، فلو رزق مالاً ولم يحسن إلى صاحبه ولم يكافئه كذب، كأنه قال : إن رزقني الله مالاً كافأتك على الإحسان. وقرىء :( ولا نكذب ونكون ) بالنصب بإضمار أن على جواب التمني ومعناه : إن رددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين ﴿ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ﴾ من قبائحهم وفضائحهم في صحفهم وبشهادة جوارحهم عليهم ؛ فلذلك تمنوا ما تمنوا ضجراً ؛ لا أنهم عازمون على أنهم لو ردّوا لآمنوا. وقيل : هو في المنافقين وأنه يظهر

__________


الصفحة التالية
Icon