بعضهن تقول في ولدها : ما كان أخفه على كبدي حين حملته ﴿ فَمَرَّتْ بِهِ ﴾ فمضت به إلى وقت ميلاده من غير إخداج ولا إزلاق وقيل :﴿ حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا ﴾ يعني النطفة ﴿ فَمَرَّتْ بِهِ ﴾ فقامت به وقعدت. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه :( فاستمرت به ) وقرأ يحيى بن يعمر ( فمرت به ) بالتخفيف. وقرأ غيره ( فمارت به ) من المرية، كقوله :﴿ أَفَتُمَارُونَهُ ﴾ وأفتمرونه. ومعناه : فوقع في نفسها ظن الحمل، فارتابت به. ﴿ فَلَمَّا أَثْقَلَت ﴾ حان وقت ثقل حملها كقولك : أقربت. وقرىء ( أُثقلت )، على البناء للمفعول : أي أثقلها الحمل ﴿ دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا ﴾ دعا آدم وحواء رَبَّهما ومالِكَ أمرهما الذي هو الحقيقي بأن يدعى ويلتجأ إليه فقالا :﴿ لَئِنْ ءاتَيْتَنَا ﴾ لئن وهبت لنا ﴿ صَالِحاً ﴾ ولداً سوياً قد صلح بدنه وبرىء. وقيل : ولداً ذكراً، لأن الذكورة من الصلاح والجودة. والضمير في ﴿ ءَاتَيْتَنَا ﴾ و ﴿ لَّنَكُونَنَّ ﴾. لهما ولكل من يتناسل من ذريتهما ﴿ فَلَمَّا ءاتَاهُمَا ﴾ ما طلباه من الولد الصالح السويّ ﴿ جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء ﴾ أي جعل أولادهما له شركاء، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وكذلك ﴿ فِيمَا ءاتَاهُمَا ﴾ أي آتى أولادهما، وقد دلّ على ذلك بقوله :﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ حيث جمع الضمير. وآدم وحواء بريئان من الشرك. ومعنى إشراكهم فيما آتاهم الله : تسميتهم أولادهم بعبد العزى وعبد مناة، وعبد شمس وما أشبه ذلك، مكان عبد الله وعبد الرحمان وعبد الرحيم. ووجه آخر وهو أن يكون الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله ﷺ، وهم آل قصي ألا ترى إلى قوله في قصة أم معبد.