( ٤١٨ ) هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسلك، اللهم إني أسألك ما وعدتني، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : خذ قبضة من تراب فارمهم بها، فقال : لما التقى الجمعان لعلي رضي الله عنه : أعطني قبضة من حصباء الوادي، فرمى بها في وجوههم وقال : شاهت الوجوه، فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه، فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، فقيل لهم ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ﴾ والفاء جواب شرط محذوف تقديره : إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم ﴿ وَلَاكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ﴾ لأنه هو الذي أنزل الملائكة وألقى الرعب في قلوبهم، وشاء النصر والظفر وقوّى قلوبكم، وأذهب عنها الفزع والجزع ﴿ وَمَا رَمَيْتَ ﴾ أنت يا محمد ﴿ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ يعني أنّ الرمية التي رميتها لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها لما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمي البشر، ولكنها كانت رمية الله حيث أثرت ذلك الأثر العظيم، فأثبت الرمية لرسول الله ﷺ لأنّ صورتها وجدت منه، ونفاها عنه لأنّ أثرها الذي لا تطيقه البشر فعل الله عزّ وجلّ، فكأن الله هو فاعل الرمية على الحقيقة، وكأنها لم توجد من الرسول عليه الصلاة والسلام أصلاً. وقرىء ( ولكن الله قتلهم ) ولكن الله رمى، بتخفيف ( لكن ) ورفع ما بعده ﴿ وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ وليعطيهم ﴿ بَلاء حَسَنًا ﴾ عطاء جميلاً. قال زهير :
فَأبلاَهُمَا خَيْرَ الْبَلاَءِ الَّذِي يَبْلُو
والمعنى : وللإحسان إلى المؤمنين فعل ما فعل، وما فعله إلا لذلك ﴿ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ ﴾ لدعائهم ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأحوالهم.
! ٧ < ﴿ ذالِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴾ > ٧ { < الأنفال :( ١٨ ) ذلكم وأن الله..... > >
﴿ ذالِكُمْ ﴾ إشارة إلى البلاء الحسن، ومحله الرفع : أي الغرض ذلكم { وَأَنَّ اللَّه