ْ تَعْلَمُونَ } تبعة ذلك ووباله، وقيل وأنتم تعلمون أنكم تخونون، يعني أن الخيانة توجد منكم عن تعمد لا عن سهو. وقيل : وأنتم علماء تعلمون قبح القبيح وحسن الحسن. وروي :
( ٤٢١ ) أن نبي الله ﷺ حاصر يهود بني قريظة إحدى وعشرين ليلة فسألوا الصلح كما صالح إخوانهم بني النضير على أن يسيروا إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام، فأبى رسول الله ﷺ إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة مروان بن عبد المنذر وكان مناصحاً لهم لأنّ عياله وماله في أيديهم، فبعثه إليهم فقالوا له : ما ترى، هل ننزل على حكم سعد ؟ فأشار إلى حلقه إنه الذبح، قال أبو لبابة فما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت، فشدّ نفسه على سارية من سواري المسجد وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله عليّ، فمكث سبعة أيام حتى خر مغشياً عليه ثم تاب الله عليه، فقيل له : قد تيب عليك فحل نفسك. فقال : لا والله لا أحلها حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذي يحلني، فجاءه فحله بيده فقال : إنّ من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي. فقال ﷺ : يجزيك الثلث أن تتصدّق به. وعن المغيرة : نزلت في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقيل :﴿ أَمَانَاتِكُمْ ﴾ ما ائتمنكم الله عليه من فرائضه وحدوده. فإن قلت :﴿ وَتَخُونُواْ ﴾ جزم هو أم نصب ؟ قلت : يحتمل أن يكون جزماً داخلاً في حكم النهي وأن يكون نصباً بإضمار ( أن ) كقوله :﴿ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ ﴾ ( البقرة : ٤٢ ) وقرأ مجاهد :( وتخونوا أمانتكم )، على التوحيد.
! ٧ < ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < الأنفال :( ٢٨ ) واعلموا أنما أموالكم..... > > جعل الأموال والأولاد فتنة، لأنهم سبب الوقوع في الفتنة وهي الإثم أو العذاب. أو محنة من الله ليبلوكم كيف تحافظون فيهم على حدوده و ﴿ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ فعليكم أن تنوطوا بطلبه وبما تؤدي إليه هممكم، وتزهدوا في الدنيا، ولا تحرصوا على جمع المال وحب الولد ؛ حتى تورّطوا أنفسكم من أجلهما، كقوله :﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ ﴾ الآية ( الكهف : ٤٦ ) وقيل : هي من جملة ما نزل في أبي لبابة وما فرط منه لأجل ماله وولده.
! ٧ < ﴿ يِاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * ﴾ > ٧ { < الأنفال :( ٢٩ ) يا أيها الذين..... > >