تكون عاقبة إنفاقها ندماً وحسرة، فكأن ذاتها تصير ندما وتنقلب حسرة ﴿ ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ آخر الأمر وإن كانت الحرب بينهم وبين المؤمنين سجالا قبل ذلك فيرجعون طلقاء ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى ﴾ ( المجادلة : ٢١ ). ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ والكافرون منهم ﴿ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ لأنّ منهم من أسلم وحسن إسلامه ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ ﴾ الفريق الخبيث من الكفار ﴿ مِنَ ﴾ الفريق ﴿ الطَّيّبِ ﴾ من المؤمنين، فيجعل الفريق ﴿ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً ﴾ عبارة عن الجمع والضم، حتى يتراكبوا، كقوله تعالى :﴿ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ﴾ يعني لفرط ازدحامهم ﴿ أُوْلَائِكَ ﴾ إشارة إلى الفريق الخبيث، وقيل : ليميز المال الخبيث الذي أنفقه المشركون في عداوة رسول الله ﷺ، من المال الطيب الذي أنفقه المسلمون كأبي بكر وعثمان في نصرته ﴿ فَيَرْكُمَهُ ﴾ فيجعله في جهنم في جملة ما يعذّبون به، كقوله :﴿ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ ﴾ الآية ( التوبة : ٣٥ )، واللام على هذا متعلقة بقوله :﴿ ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ وعلى الأوّل يحشرون، وأولئك : إشارة إلى الذين كفروا. وقرىء : ليميز على التخفيف.
! ٧ < ﴿ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الاٌّ وَّلِينِ ﴾ > ٧ !
< < الأنفال :( ٣٨ ) قل للذين كفروا..... > > ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ من أبي سفيان وأصحابه. أي قل لأجلهم هذا القول وهو ﴿ إِن يَنتَهُواْ ﴾ ولو كان بمعنى خاطبهم به لقيل : إن تنتهوا يغفر لكم، وهي قراءة ابن مسعود. ونحوه :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ﴾ ( الأحقاف : ١١ ) خاطبوا به غيرهم لأجلهم ليسمعوه، أي إن ينتهوا عما هم عليه من عداوة رسول الله وقتاله بالدخول في الإسلام ﴿ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ ﴾ لهم من العداوة ﴿ وَإِن يَعُودُواْ ﴾ لقتاله :﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الاٌّ وَّلِينِ ﴾ منهم الذين حاق بهم مكرهم يوم بدر. أو فقد مضت سنة الذين تحزّبوا على أنبيائهم من الأمم فدمّروا، فليتوقعوا مثل ذلك إن لم ينتهوا. وقيل : معناه أنّ الكفار إذا انتهوا عن الكفر وأسلموا غفر لهم ما قد سلف لهم من الكفر والمعاصي، وخرجوا منها كما تنسلّ الشعرة من العجين. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام.
( ٤٢٣ ) ( الإسلام يجب ما قبله ) وقالوا : الحربي إذا أسلم لم يبق عليه تبعة قط.

__________


الصفحة التالية
Icon