السَّوْء } دعاء معترض، دعى عليهم بنحو ما دعوا به، كقوله عزّ وجلّ :﴿ قَالَتْ * الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ ( المائدة : ٦٤ ) وقرىء ( السُّوء ) بالضم وهو العذاب، كما قيل له سيئة. والسوء بالفتح، وهو ذمّ للدائرة، كقولك : رجل سوء، في نقيض قولك : رجل صدق، لأنّ من دارت عليه ذامّ لها ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ لما يقولون إذا توجهت عليهم الصدقة ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بما يضمرون. وقيل : هم أعراب أسد وغطفان وتميم ﴿ قُرُبَاتٍ ﴾ مفعول ثان ليتخذ. والمعنى : أنّ ما ينفقه سبب لحصول القربات عند الله ﴿ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ ﴾ لأنّ الرسول كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم، كقوله :
( ٤٨٦ ) ( اللَّهم صلّ على آل أبي أوفى ) وقال تعالى :﴿ وَصَلّ عَلَيْهِمْ ﴾ ( التوبة : ١٠٣ ) فلما كان ما ينفق سبباً لذلك قيل : يتخذ ما ينفق قربات وصلوات ﴿ أَلا إِنَّهَا ﴾ شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات وتصديق لوجائه على طريق الاستئناف، مع حرفي التنبيه والتحقيق المؤذنين بثبات الأمر وتمكنه، وكذلك ﴿ سَيُدْخِلُهُمُ ﴾ وما في السين من تحقيق الوعد، وما أدلّ هذا الكلام على رضا الله تعالى عن المتصدقين، وأن الصدقة منه بمكان إذا خلصت النية من صاحبها. وقرىء :( قُربة ) بضم الراء. وقيل : هم عبد الله وذو البجادين ورهطه.
! ٧ < ﴿ وَالسَّابِقُونَ الاٌّ وَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١٠٠ ) والسابقون الأولون من..... > > ﴿وَالسَّابِقُونَ الاْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ﴾ هم الذين صلّوا إلى القبلتين. وقيل : الذين شهدوا بدراً. وعن الشعبي : من بايع بالحديبية وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين ﴿ * و ﴾ من ﴿ * الأنصار ﴾ أهل بيعة العقبة الأولى، وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن. وقرأ عمر رضي الله عنه :( والأنصارُ ) بالرفع عطفاً على السابقون. وعن عمر أنه كان يرى أن

__________


الصفحة التالية
Icon