رواحلهم وأرجلهم. ولا يتصرفون في أرضهم تصرفاً يغيظهم ويضيق صدورهم ﴿ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلاً ﴾ ولا يرزءونهم شيئاً بقتل أو أسر أو غنيمة أو هزيمة أو غير ذلك ﴿ إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾ واستوجبوا الثواب ونيل الزلفى عند الله، وذلك مما يوجب المشايعة. ويجوز أن يراد بالوطء الإيقاع والإبادة، لا الوطء بالأقدام والحوافر، كقوله عليه السلام :
( ٥٠٢ ) ( آخر وطأة وطئها الله بوج ) والموطىء. إما مصدر كالمورد وإما مكان فإن كان مكاناً فمعنى يغيظ الكفار يغيظهم وطئه والنيل أيضاً يجوز أن يكون مصدراً مؤكداً، وأن يكون بمنعى المنيل. ويقال : نال منه إذا رزأه ونقصه، وهو عام في كل ما يسؤوهم وينكبهم ويلحق بهم ضرراً. وفيه دليل على أن من قصد خيراً كان سعيه فيه مشكوراً من قيام وقعود ومشي وكلام وغير ذلك، وكذلك الشرّ. وبهذه الآية استشهد أصحاب أبي حنيفة أنّ المدد القادم بعد انقضاء الحرب يشارك لنا الجيش في الغنيمة، لأنّ وطء ديارهم مما يغيظهم وينكي فيهم.
( ٥٠٣ ) ولقد أسهم النبي ﷺ لابني عامر، وقد قدما بعد تقضي الحرب، وأمدّ أبو بكر الصديق رضي الله عنه المهاجر بن أبي أمية وزياد بن أبي لبيد بعكرمة بن أبي جهل مع خمسمائة نفس، فلحقوا بعد ما فتحوا فأسهم لهم. عند الشافعي : لا يشارك المدد الغانمين، وقرأ عبيد ابن عمير :( ظماء ) بالمدح يقال : ظمىء ظماءة وظماء ﴿ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً ﴾ ولو تمرة ولو علاقة سوط ﴿ وَلاَ كَبِيرَةً ﴾ مثل ما أنفق عثمان رضي الله عنه