المخازن المتوثق منها بالأغلاق والأقفال. ومن علم مفاتحها وكيف تفتح، توصل إليها، فأراد أنه هو المتوصل إلى المغيبات وحده لا يتوصل إليها غيره كمن عنده المفاتح أقفال المخازن ويعلم فتحها، فهو المتوصل إلى ما في المخازن. والمفاتح : جمع مفتح وهو المفتاح. وقرىء :( مفاتيح )، وقيل : هي جمع مفتح بفتح الميم وهو المخزن. ﴿ وَلاَ حَبَّةٍ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ ﴾ عطف على ورقة وداخل في حكمها، كأنه قيل : وما يسقط من شيء من هذه الأشياء إلا يعلمه. وقوله :﴿ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ كالتكرير لقوله :﴿ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ﴾ لأنّ معنى ﴿ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ﴾ ومعنى ﴿ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ واحد. والكتاب المبين : علم الله تعالى، أو اللوح : وقرىء :( ولا حبةٌ، ولا رطبٌ، ولا يابسٌ ) بالرفع. وفيه وجهان : أن يكون عطفاً على محل ﴿ مِن وَرَقَةٍ ﴾ وأن يكون رفعاً على الابتداء وخبره ﴿ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ : كقولك : لا رجل منهم ولا امرأة إلاّ في الدار.
! ٧ < ﴿ وَهُوَ الَّذِى يَتَوَفَّاكُم بِالَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ٦٠ ) وهو الذي يتوفاكم..... > >
﴿ وَهُوَ الَّذِى يَتَوَفَّاكُم بِالَّيْلِ ﴾ الخطاب للكفرة، أي أنتم منسدحون الليل كله كالجيف ﴿ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ﴾ ما كسبتم من الآثام فيه ﴿ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ﴾ ثم يبعثكم من القبور في شأن ذلك الذي قطعتم به أعماركم، من النوم بالليل، وكسب الأثام بالنهار، ومن أجله، كقولك : فيم دعوتني ؟ فتقول : في أمر كذا ﴿ لِيُقْضَى أَجَلٌ مّسَمًّى ﴾ وهو الأجل الذي سماه وضربه لبعث الموتى وجزائهم على أعمالهم. ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ﴾ وهو المرجع إلى موقف الحساب ﴿ ثُمَّ يُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ في ليلكم ونهاركم.
! ٧ < ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ٦١ ) وهو القاهر فوق..... > >
﴿حَفَظَةً ﴾ ملائكة حافظين لأعمالكم وهو الكرام الكاتبون. وعن أبي حاتم السجستاني