والنهار مضيئاً يبصرون فيه مطالب أرزاقهم ومكاسبهم ﴿ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ سماع معتبر مدّكر.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَات وَمَا فِى الاٌّ رْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَاذَآ أَتقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < يونس :( ٦٨ ) قالوا اتخذ الله..... > > ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ تنزيه له عن اتخاذ الولد، وتعجب من كلمتهم الحمقاء ﴿ هُوَ الْغَنِىُّ ﴾ علة لنفي الولد لأنّ ما يطلب به الولد من يلد، وما يطلبه له السبب في كله الحاجة، فمن الحاجة منتفية عنه كان الولد عنه منتفياً ﴿ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاْرْضِ ﴾ فهو مستغن بملكه لهم عن اتخاذ أحد منهم ولدا ﴿ إِنْ عِندَكُمْ مّن سُلْطَانٍ بِهَاذَا ﴾ ما عندكم من حجة بهذا القول والباء حقها أن تتعلق بقوله :﴿ إِنْ عِندَكُمْ ﴾ على أن يجعل القول مكاناً للسلطان، كقولك : ما عندكم بأرضكم موز، كأنه قيل : إن عندكم فيما تقولون سلطان ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ لما نفى عنهم البرهان جعلهم غير عالمين، فدلّ على أنّ كل قول لا برهان عليه لقائله فذاك جهل وليس بعلم.
! ٧ < ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِى الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < يونس :( ٦٩ - ٧٠ ) قل إن الذين..... > > ﴿ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ بإضافة الولد إليه ﴿ مَتَاعٌ فِى الدُّنْيَا ﴾ أي افتراؤهم هذا منفعة قليلة في الدنيا، وذلك حيث يقيمون رياستهم في الكفر ومناصبة النبي ﷺ بالتظاهر به، ثم يلقون الشقاء المؤبد بعده.
! ٧ < ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ياقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِى وَتَذْكِيرِى بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَلاَ تُنظِرُونَ * فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ > ٧ !
< < يونس :( ٧١ ) واتل عليهم نبأ..... > > ﴿كَبُرَ عَلَيْكُمْ ﴾ عظم عليكم وشقّ وثقل. ومنها قوله تعالى :﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾. ويقال : تعاظمه الأمر ﴿ مَّقَامِى ﴾ مكاني، يعني نفسه، كما تقول : فعلت كذا لمكان فلان : وفلان ثقيل الظل. ومنه :﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ ﴾ ( الرحمان : ٤٦ ) بمعنى خاف ربه. أو قيامي ومكثي بين أظهركم مدداً طوالاً ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً ﴾ أو مقامي وتذكيري ؛ لأنهم كانوا إذا وعظوا الجماعة قاموا على أرجلهم يعظونهم، ليكون مكانهم بيناً وكلامهم مسموعاً، كما يحكى عن عيسى صلوات الله عليه أنه كان يعظ الحواريين قائماً وهم قعود ﴿ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ﴾ من أجمع الأمر، وأزمعه، إذا نواه وعزم عليه. قال :