الاستخفاء حين يستغشون ثيابهم أيضاً، كراهة لاستماع كلام الله تعالى : كقول نوح عليه السلام :﴿ جَعَلُواْ أَصَابِعَهُمْ فِىءاذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ ﴾ ( نوح : ٧ ) ثم قال :﴿ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ يعني أنه لا تفاوت في علمه بين إسرارهم وإعلانهم، فلا وجه لتوصلهم إلى ما يريدون من الاستخفاء، والله مطلع على ثنيهم صدورهم واستغشائهم ثيابهم، ونفاقهم غير نافق عنده. روي أنها نزلت في الأخنس بن شريق وكان يظهر لرسول الله ﷺ المحبة وله منطق حلو وحسن سياق للحديث، فكان يعجب رسول الله ﷺ مجالسته ومحادثته، وهو يضمر خلاف ما يظهر. وقيل : نزلت في المنافقين. وقرىء :( تثنوني صدورهم )، ( واثنونى ) من الثني، كاحلولى من الحلاوة، وهو بناء مبالغة، قرىء بالتاء والياء. وعن ابن عباس لتثنوني. وقرىء تثنونّ وأصله تثنونن ( تفعوعل ) من الثن وهو ما هش وضعف من الكلأ، يريد : مطاوعة صدورهم للثني، كما ينثني الهش من النبات. أو أراد ضعف إيمانهم ومرض قلوبهم. وقرىء :( تثنئن ) من اثنأن ( افعال ) منه، ثم همز كما قيل : ابيأضت، وادهأمت وقرىء :( تثنوي ) بوزن ترعوي.
! ٧ < ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاٌّ رْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٦ ) وما من دابة..... > > فإن قلت : كيف قال :﴿ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ بلفظ الوجوب وإنما هو تفضل ؟ قلت : هو تفضل إلا أنه لما ضمن أن يتفضل به عليهم، رجع التفضل واجباً كنذور العباد. والمتستقرّ : مكانه من الأرض ومسكنه. والمتسودع حيث كان مودعاً قبل الاستقرار، من صلب، أو رحم، أو بيضة ﴿ وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾ كل واحد من الدواب ورزقها ومستقرّها ومستودعها في اللوح، يعني ذكرها مكتوب فيه مبين.
! ٧ < ﴿ وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ > ٧ { < هود :( ٧ ) وهو الذي خلق..... > >