وجهان : أن تكون ما إبهامية وينتصب بيعملون، ومعناه : وباطلاً، أيّ باطل كانوا يعملون. وأن تكون بمعنى المصدر على : وبطل بطلاناً ما كانوا يعملون.
! ٧ < ﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَائِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الاٌّ حْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ١٧ ) أفمن كان على..... > > ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ ﴾ معناه : أمّن كان يريد الحياة الدنيا كمن كان على بينة أي لا يعقبونهم في المنزلة ولا يقاربونهم، يريد أنّ بين الفريقين تفاوتاً بعيداً وتبايناً بيناً، وأراد بهم من آمن من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره، كان على بينة ﴿ مّن رَّبّهِ ﴾ أي على برهان من الله وبيان أنّ دين الإسلام حق وهو دليل العقل ﴿ وَيَتْلُوهُ ﴾ ويتبع ذلك البرهان ﴿ شَاهِدٌ مّنْهُ ﴾ أي شاهد يشهد بصحته، وهو القرآن ﴿ مِنْهُ ﴾ من الله، أو شاهد من للقرآن، فقد تقدّم ذكره آنفاً ﴿ وَمِن قَبْلِهِ ﴾ ومن قبل القرآن ﴿ كِتَابُ مُوسَى ﴾ وهو التوراة، أي : ويتلو ذلك البرهان أيضاً من قبل القرآن كتاب موسى. وقرىء :( كتاب موسى ) بالنصب، ومعناه : كان على بينة من ربه، وهو الدليل على أنّ القرآن حق، ﴿ وَيَتْلُوهُ ﴾ : ويقرأ القرآن ﴿ شَاهِدٌ مّنْهُ ﴾ شاهد ممن كان على بينة. كقوله :﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِى إِسْراءيلَ عَلَى مِثْلِهِ ﴾ ( الأحقاف : ١٠ )، ﴿ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ ( الرعد : ٤٣ )، ﴿ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى ﴾ ويتلو من قبل القرآن والتوراة ﴿ إِمَاماً ﴾ كتاباً مؤتما به في الدين قدوة فيه ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ ونعمة عظيمة على المنزل إليهم ﴿ أُوْلَائِكَ ﴾ يعني من كان على بينة ﴿ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ يؤمنون بالقرآن ﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الاْحْزَابِ ﴾ يعني أهل مكة ومن ضامهم من المتحزِّبين على رسول الله ﷺ ﴿ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ ﴾ وقرىء :( مُرية ) بالضم وهما الشك ﴿ مِّنْهُ ﴾ من القرآن أو من الموعد.
! ٧ < ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَائِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الاٌّ شْهَادُ هَاؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالاٌّ خِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * أُولَائِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِى الاٌّ رْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ * أُوْلَائِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى الاٌّ خِرَةِ هُمُ الاٌّ خْسَرُونَ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ١٨ ) ومن أظلم ممن..... > > ﴿يُعْرَضُونَ عَلَى رَبّهِمْ ﴾ يحبسون في الموقف وتعرض أعمالهم ويشهد عليهم

__________


الصفحة التالية
Icon