عليه قوله ﴿ بِالْحَقّ ﴾ كأنه قيل : وحين يكوّن ويقدّر يقوم بالحق ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ ﴾ هو عالم الغيب، وارتفاعه على المدح.
! ٧ < ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاًّبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءَالِهَةً إِنِّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَاذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الاٌّ فِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَاذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لاّكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ * فَلَماَّ رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَاذَا رَبِّى هَاذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ ياقَوْمِ إِنِّى بَرِىءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ٧٤ ) وإذ قال إبراهيم..... > >
﴿ءَازَرَ ﴾ اسم أبي إبراهيم عليه السلام. وفي كتب التواريخ أنّ اسمه بالسريانية تارح. والأقرب أن يكون وزن ﴿ ءَازَرَ ﴾ فاعل مثل تارح وعابر وعازر وشالخ وفالغ وما أشبهها من أسمائهم، وهو عطف بيان لأبيه. وقرىء :( آزر ) بالضم على النداء. وقيل :( آزر ) اسم صنم، فيجوز أن ينبز به للزومه عبادته، كما نبز ابن قيس بالرقيات اللاتي كان يشبب بهنّ، فقيل : ابن قيس الرقيات. وفي شعر بعض المحدثين :% ( أُدْعَى بَأَسْمَاءَ نَبْزاً في قَبَائِلِهَا % كَأَنَّ أَسْمَاءَ أَضْحَتْ بَعْدُ أَسْمَائِي ) %
أو أريد عابد آزر، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقرىء :( ءأزر ) تتخذ أصناماً آلهة بفتح الهمزة وكسرها بعد همزة الاستفهام وزاي ساكنة وراء منصوبة منونة، وهو اسم صنم. ومعناه : أتعبد آزراً على الإنكار ؟ ثم قال : تتخذ أصناماً آلهة تثبيتاً لذلك وتقريراً، وهو داخل في حكم الإنكار، لأنه كالبيان له ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ ﴾ عطف على قال إبراهيم لأبيه : وقوله :﴿ وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْراهِيمَ ﴾ جملة معترض بها بين المعطوف والمعطوف عليه. والمعنى : مثل ذلك التعريف والتبصير نعرف إبراهيم ونبصره. ملكوت السماوات والأرض : يعني الربوبية والإلاهية ونوفقه لمعرفتها ونرشده بما شرحنا صدره وسدّدنا نظره وهديناه لطريق الاستدلال. وليكون من الموقنين : فعلنا ذلك. ونري : حكاية حال ماضية، وكان أبوه

__________


الصفحة التالية
Icon