والله عنهم راض ثم أخرج منهم نسلا، منهم من رحم ومنهم من عذب وقيل : المراد بالأمم الممتعة : قوم هود وصالح ولوط وشعيب.
! ٧ < ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَاذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٤٩ ) تلك من أنباء..... > > ﴿تِلْكَ ﴾ إشارة إلى قصة نوح عليه السلام. ومحلها الرفع على الابتداء، والجمل بعدها أخبار، أي تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك، مجهولة عندك وعند قومك ﴿ مّن قَبْلِ هَاذَا ﴾ من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها. أو من قبل هذا العلم الذي كسبته بالوحي. أو من قبل هذا الوقت ﴿ فَاصْبِرْ ﴾ على تبليغ الرسالة وأذى قومك، كما صبر نوح وتوقع في العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما قيض لنوح ولقومه ﴿ إِنَّ الْعَاقِبَةَ ﴾ في الفوز والنصر والغلبة ﴿ لّلْمُتَّقِينَ ﴾ وقوله :﴿ وَلاَ قَوْمُكَ ﴾ معناه : إنّ قومك الذين أنت منهم على كثرتهم ووفور عددهم إذا لم يكن ذلك شأنهم ولا سمعوه ولا عرفوه، فكيف برجل منهم كما تقول لم يعرف هذا عبد الله ولا أهل بلده.
! ٧ < ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ ياقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ * ياقَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الَّذِى فَطَرَنِى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * وَياقَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٥٠ - ٥٢ ) وإلى عاد أخاهم..... > > ﴿ أَخَاهُمْ ﴾ واحداً منهم، وانتصابه للعطف على أرسلنا نوحا، و ﴿ هُودًا ﴾ عطف بيان. و ﴿ غَيْرُهُ ﴾ بالرفع : صفة على محل الجار والمجرور. وقرىء :( غيره )، بالجرّ صفة على اللفظ ﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ﴾ تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء. ما من رسول إلا واجه قومه بهذا القول، لأنّ شأنهم النصيحة، والنصيحة لا يمحصها ولا يمحضها إلا حسم المطامع، وما دام يتوهم شيء منها لم تنجع ولم تنفع ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ إذ تردّون نصيحة من لا يطلب عليها أجراً إلا من الله. وهو ثواب الآخرة، ولا شيء أنفي للتهمة من ذلك، قيل ﴿ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾ آمنوا به ﴿ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ﴾ من عبادة غيره، لأن التوبة لا تصلح إلا بعد الإيمان، والمدرار : الكثير الدرور، كالمغزار. وإنما قصد استمالتهم إلى الإيمان وترغيبهم فيه بكثرة المطر وزيادة القوّة ؛ لأنّ القوم كانوا أصحاب زروع وبساتين وعمارات، حرّاصاً عليها أشد الحرص، فكانوا أحوج شيء إلى الماء. وكانوا مدلين بما أوتوا من