وقيل : سلم وسلام، كحرم وحرام، وأنشد :% ( مَرَرْنَا فَقُلْنَا إيِه سِلْمٌ فَسَلَّمَت % كَمَا اكْتَلَّ بِالبَرْقِ الْغَمَامُ اللَّوَائِحُ ) %
﴿ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء ﴾ فما لبث في المجيء به، بل عجل فيه، أو فما لبث مجيئه. والعجل : ولد البقرة، ويسمى الحسيل والخبش بلغة أهل السراة، وكان مال إبراهيم عليه الصلاة والسلام البقر ﴿ حِينَئِذٍ ﴾ مشويّ بالرضف في أخدود. وقيل ﴿ حَنِيذٍ ﴾ يقطر دسمه، من حنذت الفرس إذا ألقيت عليها الجل حتى تقطر عرقاً، ويدل عليه ﴿ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ ( الذاريات : ٢٦ ). يقال : نكره وأنكره واستنكره، ومنكور قليل في كلامهم، وكذلك : أنا أنكرك، ولكن منكر ومستنكر، وأنكرك. قال الأعشى :% ( وَأَنْكَرَتْني وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَت % مِنَ الْحَوَادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعَا ) %
قيل : كان ينزل في طرف من الأرض فخاف أن يريدوا به مكروها. وقيل : كانت عادتهم أنه إذامسّ من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه، والظاهر أنه أحسّ بأنهم ملائكة، ونكرهم لأنه تخوّف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه، ألا ترى إلى قولهم :﴿ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا ﴿ فَأَوْجَسَ ﴾ فأضمر. وإنما قالوا :﴿ لاَ تَخَفْ ﴾ لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في

__________


الصفحة التالية
Icon