مؤمن آل فرعون :﴿ كَذَّابٌ ياقَومِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِى الاْرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءنَا ﴾ ﴿ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ﴾ مهلك من قوله :﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ﴾ ( الكهف : ٤٢ ) وأصله من إحاطة العدوّ. فإن قلت : وصف العذاب بالإحاطة أبلغ، أم وصف اليوم بها ؟ قلت : بل وصف اليوم بها، لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه. فإن قلت : النهي عن النقصان أمر بالإيفاء فما فائدة قوله : أوفوا ؟ قلت : نهوا أولا عن عين القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان، لأنّ في التصريح بالقبيح نعياً على المنهي. وتعييراً له، ثم ورد الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول مصرحاً بلفظه، لزيادة ترغيب فيه وبعث عليه، وجيء به مقيداً بالقسط : أي ليكن الإيفاء على وجه العدل والتسوية، من غير زيادة ولا نقصان، أمراً بما هو الواجب، لأن ما جاوز العدل فضل وأمر مندوب إليه. وفيه توقيف على أنّ الموفى عليه أن ينوي بالوفاء بالقسط ؛ لأنّ الإيفاء وجه حسنه أنه قسط وعدل، فهذه ثلاث فوائد.
البخس : الهضم والنقص. ويقال للمكس : البخس. قال زهير :% ( وفى كُلِّ مَا بَاعَ آمْرؤٌ بَخْسُ دِرْهَمِ ;
وروي : مكس درهم، وكانوا يأخذون من كل شيء يباع شيئاً، كما تفعل السماسرة. أو كانوا يمكسون الناس. أو كانوا ينقصون من أثمان ما يشترون من الأشياء، فنهوا عن ذلك. والعثي في الأرض نحو السرقه والغارة وقطع السبيل. ويجوز أن يجعل التطفيف والبخس عثيا منهم في الأرض ﴿ بَقِيَّتُ اللَّهِ ﴾ ما يبقى لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾ بشرط أن تؤمنوا، وإنما خوطبوا بترك التطفيف

__________


الصفحة التالية
Icon