! ٧ < ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاٌّ رْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ١٠٦ ) فأما الذين شقوا..... > > قراءة العامّة بفتح الشين. وعن الحسن ( شقوا ) بالضم، كما قرىء :( سعدوا ) والزفير : إخراج النفس. والشهيق : ردّه. قال الشماخ :% ( بَعِيدُ مَدَى التَّطْرِيبِ أَوَّلُ صَوْتِه % زَفِيرٌ وَيَتْلُوهُ شَهِيقٌ مُحَشْرَجُ ) %
﴿ مَا دَامَتِ السَّمَاواتُ وَالاْرْضُ ﴾ فيه وجهان، أحدهما : أن تراد سموات الآخرة وأرضها وهي دائمة مخلوقة للأبد. والدليل على أن لها سموات وأرضاً قوله تعالى :﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الاْرْضُ غَيْرَ الاْرْضِ ﴾ ( إبراهيم : ٤٨ ) وقوله :﴿ وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الاْرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء ﴾ ( الزمر : ٧٤ ) ولأنه لا بدّ لأهل الآخرة مما يقلهم ويظلهم : إمّا سماء يخلقها الله، أو يظلهم العرش، وكل ما أظلك فهو سماء. والثاني أن يكون عبارة عن التأييد ونفي الانقطاع. كقول العرب : ما دام تعار، وما أقام ثبير، وما لاح كوكب، وغير ذلك من كلمات التأييد. فإن قلت : فما معنى الاستثناء في قوله :﴿ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ﴾ وقدثبت خلود أهل الجنة والنار في الأبد من غير استثناء ؟ قلت : هو استثناء من الخلود في عذاب النار، ومن الخلود في نعيم الجنة : وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير وبأنواع من العذاب سوى عذاب النار، وبما هو أغلظ منها كلها وهو سخط الله عليهم وخسؤه لهم وإهانته إياهم. وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها وأجل موقعاً منهم، وهو رضوان الله، كما قال :﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مّنَ اللَّهِ ﴾ ( التوبة : ٧٢ ) ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو، فهو المراد بالاستثناء. والدليل عليه قوله :﴿ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ ( هود : ١٠٨ ) ومعنى قوله في مقابلته :﴿ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ ﴾ أنه يفعل بأهل النار ما يريد من العذاب، كما يعطي أهل الجنة عطاءه الذي لا انقطاع له، فتأمّله فإنّ القرآن يفسر بعضه بعضاً، ولا يخدعنك عنه قول المجبرة. إنّ المراد بالاستثناء خروج أهل الكبائر من النار بالشفاعة، فإنّ الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم. وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لما روي لهم بعض النوابت عن عبد الله بن عمرو بن العاص :