الحبر السمين، قد سمنت من مالك الذي يطعمك اليهود. فضحك القوم، فغضب، ثم التفت إلى عمر فقال : ما أنزل الله على بشر من شيء، فقال له قومه : ويلك ما هذا الذي بلغنا عنك ؟ قال : إنه إغضبني، فنزعوه وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف. وقيل : القائلون قريش وقد ألزموا إنزال التوراة لأنهم كانوا يسمعون من اليهود بالمدينة ذكر موسى والتوراة، وكانوا يقولون لو أنا أنزل علينا الكتاب، لكنا أهدى منهم ﴿ وَعُلّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ ءابَاؤُكُمْ ﴾ الخطاب لليهود، أي علمتم على لسان محمد ﷺ مما أوحى إليه ما لم تعلموا أنتم، وأنتم حملة التوراة، ولم تعلمه آباؤكم الأقدمون الذين كانوا أعلم منكم ﴿ إِنَّ هَاذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِى إِسْراءيلَ أَكْثَرَ الَّذِى هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ ( النمل : ٧٦ ) وقيل الخطاب لمن آمن من قريش، كقوله تعالى : لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم. ﴿ قُلِ اللَّهُ ﴾ أي أنزله الله، فإنهم لا يقدرون أن يناكروك ﴿ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ ﴾ في باطلهم الذي يخوضون فيه، ولا عليك بعد إلزام الحجة. ويقال لمن كان في عمل لا يجدي عليه : إنما أنت لاعب. و ﴿ يَلْعَبُونَ ﴾ حال من ذرهم، أو من خوضهم، ويجوز أن يكون ﴿ فِى خَوْضِهِمْ ﴾ حالاً من يلعبون، وأن يكون صلة لهم أو لذرهم.
! ٧ < ﴿ وَهَاذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ٩٢ ) وهذا كتاب أنزلناه..... > > مُّبَارَكٌ ﴾ كثير المنافع والفوائد ﴿ وَلِتُنذِرَ ﴾ معطوف على ما دلّ عليه صفة الكتاب، كأنه قيل : أو أنزلناه للبركات، وتصديق ما تقدمه من الكتب والإنذار. وقرىء :( ولينذر ) بالياء والتاء. وسميت مكة ﴿ أُمَّ الْقُرَى ﴾ لأنها مكان أول بيت وضع للناس، ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجهم. لأنها أعظم القرى شأناً لبعض المجاورين :% ( فَمَنْ يَلْقَى فِي الْقُرَيَّاتِ رَحْلَه % فَأُمُّ الْقُرَى مُلْقَى رِحَالِي وَمُنْتَابِي ) %
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ ﴾ يصدّقون بالعاقبة ويخافونها ﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾ بهذا الكتاب. وذلك أنّ أصل الدين خوف العاقبة، فمن خافها لم يزل به الخوف حتى يؤمن. وخصّ الصلاة لأنها عماد الدين. ومن حافظ عليها كانت لطفاً في المحافظة على أخواتها.
! ٧ < ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ٩٣ ) ومن أظلم ممن..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon