طوعاً. ألا ترى إلى قولها :﴿ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا ءامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ ﴾ ( يوسف : ٣٢ ) و ( ما ) نافية، أي : ليس جزاؤه إلا السجن. ويجوز أن تكون استفهامية، بمعنى : أي شيء جزاؤه إلا السجن، كما تقول : مَنْ في الدار إلا زيد. فإن قلت : كيف لم تصرح في قولها بذكر يوسف، وإنه أراد بها سوءاً ؟ قلت : قصدت العموم، وأنّ كل من أراد بأهلك سوءاً فحقه أن يسجن أو يعذب، لأنّ ذلك أبلغ فيما قصدته من تخويف يوسف. وقيل : العذاب الأليم الضرب بالسياط. ولما أغرت به وعرّضته للسجن والعذاب وجب عليه الدفع عن نفسه فقال :﴿ هِىَ * رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى ﴾ ولولا ذلك لكتم عليها ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا ﴾ قيل كان ابن عمّ لها، إنما ألقى الله الشهادة على لسان من هو من أهلها ؛ لتكون أوجب للحجة عليها، وأوثق لبراءة يوسف، وأنفى للتهمة عنه. وقيل : هو الذي كان جالساً مع زوجها لدى الباب. وقيل كان حكيماً يرجع إليه الملك ويستشيره ويجوز أن يكون بعض أهلها كان في الدار فبصر بها من حيث لا تشعر، فأغضبه الله ليوسف بالشهادة له والقيام بالحق. وقيل : كان ابن خال لها صبياً في المهد. وعن النبي ﷺ :
( ٥٤١ ) ( تكلم أربعة وهم صغار : ابن ماشطة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب