! ٧ < ﴿ ياصَاحِبَىِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٣٩ - ٤٠ ) يا صاحبي السجن..... > > ﴿ ياصَاحِبَىِ السّجْنِ ﴾ يريد يا صاحبيَّ في السجن، فأضافهما إلى السجن كما تقول : يا سارق الليلة، فكما أن الليلة مسروق فيها غير مسروقة، فكذلك السجن مصحوب فيه غير مصحوب، وإنما المصحوب غيره وهو يوسف عليه السلام، ونحوه قولك لصاحبيك : يا صاحبي الصدق فتضيفهما إلى الصدق، ولا تريد أنهما صحبا الصدق، ولكن كما تقول رجلا صدق، وسميتهما صاحبين لأنهما صحباك. ويجوز أن يريد : يا ساكني السجن، كقوله :﴿ أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴾ ( الحشر : ٢٠ ) ﴿ مُّتَّفَرّقُونَ خَيْرٌ ﴾ يريد التفرّق في العدد والتكاثر. يقول أأن تكون لكما أرباب شتى، يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا ﴿ خَيْرٌ ﴾ لكما ﴿ أَمِ ﴾ أن يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية، بل هو ﴿ الْقَهَّارُ ﴾ الغالب، وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام ﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ خطاب لهما ولمن على دينهما من أهل مصر ﴿ إِلاَّ أَسْمَاء ﴾ يعني أنكم سميتم ما لا يستحق الإلهية آلهة، ثم طفقتم تعبدونها، فكأنكم لا تعبدون إلا أسماء فارغة لا مسميات تحتها. ومعنى ﴿ سَمَّيْتُمُوهَا ﴾ سميتم بها. يقال : سميته بزيد، وسميته زيداً ﴿ مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا ﴾ أي بتسميتها ﴿ مّن سُلْطَانٍ ﴾ من حجة ﴿ إِنِ الْحُكْمُ ﴾ في أمر العبادة والدين ﴿ أَلاَ لِلَّهِ ﴾ ثم بين ما حكم به فقال ﴿ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذالِكَ الدّينُ الْقَيّمُ ﴾ الثابت الذي دلت عليه البراهين.
! ٧ < ﴿ ياصَاحِبَىِ السِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الاٌّ خَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِىَ الاٌّ مْرُ الَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٤١ ) يا صاحبي السجن..... > > ﴿أَمَّا أَحَدُكُمَا ﴾ يريد الشرابي ﴿ فَيَسْقِى رَبَّهُ ﴾ سيده. وقرأ عكرمة ( فيسقي ربه ) أي يسقي ما يروي به على البناء للمفعول. روي أنه قال للأوّل : ما رأيت من الكرمة وحسنها هو الملك وحسن حالك عنده ؛ وأما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن، ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه، وقال للثاني : ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل ﴿ قُضِىَ الاْمْرُ ﴾ قطع وتم ما ﴿ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ فيه من أمركما وشأنكما. فإن قلت : ما استفتيا في أمر واحد، بل في أمرين مختلفين، فما وجه التوحيد ؟ قلت : المراد بالأمر ما اتهما به من سمّ الملك وما سجنا من أجله، وظناً أنّ ما رأياه في معنى ما نزل بهما، فكأنهما كانا يستفتيانه في الأمر الذي نزل بهما أعاقبته نجاة أم هلاك، فقال لهما : قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان، أي : ما يجرّ إليه من العاقبة، وهي هلاك أحدهما ونجاة الآخر. وقيل : جحدا وقالا : ما رأينا شيئاً، على ما روي أنهما تحالما له، فأخبرهما أن ذلك كائن صدقتما أو كذبتما.

__________


الصفحة التالية
Icon