تقديم القرآن وتأخيره، ذهب إلى أن ﴿ ذالِكَ لِيَعْلَمَ ﴾ ( يوسف : ٥٢ ) متصل بقوله :﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِى بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ ﴾ ( يوسف : ٥٠ ) ولقد لفقت المبطلة روايات مصنوعة، فزعموا أن يوسف حين قال :﴿ أَنّى لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ﴾ ( يوسف : ٥٢ ) قال له جبريل : ولا حين هممت بها، وقالت له امرأة العزيز : ولا حين حللت تكة سراويلك يا يوسف، وذلك لتهالكهم على بهت الله ورسله.
! ٧ < ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِى بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٥٤ ) وقال الملك ائتوني..... > > يقال استخلصه واستخصه، إذا جعله خالصاً لنفسه وخاصاً به ﴿ فَلَمَّا كَلَّمَهُ ﴾ وشاهد منه ما لم يحتسب ﴿ قَالَ ﴾ أيها الصديق ﴿ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ ﴾ ذو مكانة ومنزلة ﴿ أَمِينٌ ﴾ مؤتمن على كل شيء. روي أنّ الرسول جاءه فقال : أجب الملك، فخرج من السجن ودعا لأهله : اللهم أعطف عليهم قلوب الأخيار ولا تعم عليهم الأخبار، فهم أعلم الناس بالأخبار في الواقعات. وكتب على باب السجن : هذه منازل البلوى وقبور الأحياء وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء، ثم اغتسل وتنظف من درن السجن، ولبس ثياباً جدداً فلما دخل على الملك قال : اللهمّ إني أسألك بخيرك من خيره، وأعوذ بعزتك وقدرتك من شره، ثم سلم عليه ودعا له بالعبرانية، فقال : ما هذا اللسان ؟ قال لسان آبائي، وكان الملك يتكلم بسبعين لساناً، فكلمه بها فأجابه بجميعها، فتعجب منه وقال : أيها الصدّيق، إني أحب أن أسمع رؤياي منك. فقال : رأيت بقرات فوصف لونهنّ وأحوالهنّ ومكان خروجهنّ، ووصف السنابل وما كان منها على الهيئة التي رآها الملك لا يخرم منها حرفاً، وقال له : من حقك أن تجمع الطعام في الأهراء، فيأتيك الخلق من النواحي يمتارون منك، ويجتمع لك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبلك.
! ٧ < ﴿ قَالَ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَآئِنِ الاٌّ رْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٥٥ ) قال اجعلني على..... > > ﴿ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الاْرْضِ ﴾ ولني خزائن أرضك ﴿ إِنّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ أمين أحفظ ما

__________


الصفحة التالية
Icon