بنيامين أحب إليه منهم، وكانوا قد أخبروه بأن ولداً له قد هلك وهو عليه ثكلان، وأنه مستأنس بأخيه ﴿ فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ﴾ فخذه بدله على وجه الاسترهان أو الاستعباد ﴿ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ إلينا فأتمم إحسانك. أو من عادتك الإحسان فاجْرِ على عادتك ولا تغيرها :
! ٧ < ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٧٩ ) قال معاذ الله..... > > ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ هو كلام موجه، ظاهره : أنه وجب على قضية فتواكم أخذ من وجد الصواع في رحله واستعباده، فلو أخذنا غيره كان ذلك ظلماً في مذهبكم، فلم تطلبون ما عرفتم أنه ظلم، وباطنه : إنّ الله أمرني وأوحى إليّ بأخذ بنيامين واحتباسه لمصلحة أو لمصالح جمة علمها في ذلك، فلو أخذت غير من أمرني بأخذه كنت ظالماً وعاملاً على خلاف الوحي. ومعنى ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ ﴾ نعوذ بالله معاذاً من أن نأخذ، فأضيف المصدر إلى المفعول به وحذف من. و ﴿ إِذَا ﴾ جواب لهم وجزاء ؛ لأن المعنى : إن أخذنا بدله ظلمنا.
! ٧ < ﴿ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الاٌّ رْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِى أَبِى أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِى وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٨٠ ) فلما استيأسوا منه..... > > ﴿اسْتَيْأَسُواْ ﴾ يئسوا. وزيادة السين والتاء في المبالغة نحو ما مرّ في استعصم. و ﴿ * النجي ﴾ على معنيين : يكون بمعنى المناجي، كالعشير والسمير بمعنى : المعاشر والمسامر، ومنه قوله تعالى ﴿ الاْيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً ﴾ ( مريم : ٥٢ ) وبمعنى المصدر الذي هو التناجي، كما قيل النجوى بمعناه. ومنه قيل : قوم نجى، كما قيل ﴿ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى ﴾ ( الإسراء : ٤٧ ) تنزيلا للمصدر منزلة الأوصاف. ويجوز أن يقال : هم نجى، كما قيل : هم صديق، لأنه بزنة المصادر وجمع أنجية. قال :% ( إنِّى إذَا مَا الْقَوْمُ كَانُوا أَنجِيَهْ ;
ومعنى ﴿ خَلَصُواْ ﴾ اعتزلوا وانفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم ﴿ نَجِيّاً ﴾