الدعوة، ويعطي الداعي سؤاله إن كان مصلحة له، فكانت دعوة ملابسة للحق، لكونه حقيقاً بأن يوجه إليه الدعاء، لما في دعوته من الجدوى والنفع، بخلاف ما لا ينفع ولا يجدي دعاؤه. والثاني : أن تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا، على معنى : دعوة المدعوّ الحق الذي يسمع فيجيب. وعن الحسن : الحق هو الله، وكلّ دعاء إليه دعوة الحق. فإن قلت : ما وجه اتصال هذين الوصفين بما قبله ؟ قلت أما على قصة أربد فظاهر ؛ لأن إصابته بالصاعقة محال من الله ومكرٌ به من حيث لم يشعر. وقد
( ٥٦٧ ) دعا رسول الله ﷺ عليه وعلى صاحبه بقوله :( اللهمّ اخسفهما بما شئت، فأجيب فيهما، فكانت الدعوة دعوة حق. وأما على الأوّل فوعيد للكفرة على مجادلتهم رسول الله بحلول محاله بهم، وإجابة دعوة رسول الله ﷺ أن دعا عليهم فيهم ﴿ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ ﴾ والآلهة الذين يدعوهم الكفار ﴿ مِنْ ﴾ دون الله ﴿ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْء ﴾ من طلباتهم ﴿ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ ﴾ إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه، أي كاستجابة الماء من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم. وقيل : شبهوا في قلة جدوى دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه، فبسطهما ناشراً أصابعه، فلم تلق كفاه منه شيئاً ولم يبلغ طلبته من شربه. وقرىء :( تدعون ) بالتاء. كباسط كفيه، بالتنوين ﴿ إِلاَّ فِى ضَلَالٍ ﴾ إلا في ضياع لا منفعة فيه ؛ لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم، وإن دعوا الآلهة لم تستطع إجابتهم.
! ٧ < ﴿ وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالاٌّ صَالِ ﴾ > ٧ !
< < الرعد :( ١٥ ) ولله يسجد من..... > > ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ﴾ أي ينقادون لإحداث ما أراده فيهم من أفعاله، شاؤا أو أبوا. لا يقدرون أن يمتنعوا عليه، وتنقاد له ﴿ * ظلالهم ﴾ أيضاً حيث تتصرف على مشيئته في الامتداد والتقلص، والفيء والزوال. وقرىء :( بالغدو والإيصال )، من آصلوا : إذا دخلوا في الأصيل.
! ٧ < ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الاٌّ عْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ > ٧ !
< < الرعد :( ١٦ ) قل من رب..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon