على أنّ المراد بالإضلال الخذلان الذي هو نقيض النصرة. ويجوز أن يكون ﴿ لاَّ يَهِدِّى ﴾ بمعنى لا يهتدي. يقال : هداه الله فهدى. وفي قراءة أبيّ ( فإنّ الله لا هادي لمن يضل، ولمن أضلّ )، وهي معاضدة لمن قرأ ( لا يهدي ) على البناء للمفعول. وفي قراءة عبد الله :( يهدي )، بإدغام تاء يهتدي، وهي معاضدة للأولى. وقرىء ( يضل ) بالفتح. وقرأ النخعي :( إن تحرص )، بفتح الراء، وهي لغية.
! ٧ < ﴿ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ الْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٣٨ - ٣٩ ) وأقسموا بالله جهد..... > > ﴿ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ ﴾ معطوف على ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾ ( النحل : ٣٥ ) إيذاناً بأنهما كفرتان عظيمتان موصوفتان، حقيقتان بأن تحكيا وتدوّنا : توريك ذنوبهم على مشيئة الله، وإنكارهم البعث مقسمين عليه. و ﴿ بَلَى ﴾ إثبات لما بعد النفي، أي : بلى يبعثهم. ووعد الله : مصدر مؤكد لما دلّ عليه بلى، لأن يبعث موعد من الله، وبين أنّ الوفاء بهذا الموعد حق واجب عليه في الحكمة ﴿ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أنهم يبعثون أو أنه وعد واجب على الله ؛ لأنهم يقولون : لا يجب على الله شيء، لا ثواب عامل ولا غيره من مواجب الحكمة ﴿ لِيُبَيّنَ لَهُمُ ﴾ متعلق بما دل عليه ( بلى ) أي يبعثهم ليبين لهم. والضمير لمن يموت، وهو عام للمؤمنين والكافرين، والذين اختلفوا فيه هو الحق ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ ﴾ كذبوا في قولهم : لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء، وفي قولهم : لا يبعث الله من يموت. وقيل : يجوز أن يتعلق بقوله :﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً ﴾ ( النحل : ٣٦ ) أي بعثناه ليبين لهم ما اختلفوا فيه، وأنهم كانوا على الضلالة قبله، مفترين على الله الكذب.
! ٧ < ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٤٠ ) إنما قولنا لشيء..... > > ﴿قَوْلُنَا ﴾ مبتدأ، و ﴿ إِن نَّقُولُ ﴾ خبره. ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ من كان التامة التي بمعنى الحدوث والوجود، أي : إذا أردنا وجود شيء فليس إلا أن نقول له : احدث، فهو يحدث عقيب ذلك لا يتوقف، وهذا مثل لأنّ مراداً لا يمتنع عليه، وأنّ وجوده عند إرادته تعالى غير متوقف، كوجود المأمور به عند أمر الآمر المطاع إذا ورد على المأمور المطيع الممتثل، ولا قول ثم. والمعنى : أنّ إيجاد كل مقدور على الله تعالى بهذه السهولة، فكيف يمتنع عليه البعث الذي هو من شق المقدورات. وقرىء :( فيكون )، عطفاً على ﴿ نَّقُولُ ﴾.

__________


الصفحة التالية
Icon