هم كافرون بها منكرون لها كما ينكر المحال الذي لا يتصوره العقول. وقيل : الباطل يسوّل لهم الشيطان من تحريم البحيرة والسائبة وغيرهما. ونعمة الله : ما أحل لهم.
! ٧ < ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٧٣ ) ويعبدون من دون..... > > الرزق يكون بمعنى المصدر، وبمعنى ما يرزق، فإن أردت المصدر نصبت به ﴿ شَيْئاً ﴾ كقوله ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ * يَتِيماً ﴾ ( البلد : ١٤ ) على لا يملك أن يرزق شيئاً. وإن أردت المرزوق كان شيئاً بدلاً منه بمعنى قليلاً ويجوز أن يكون تأكيداً للا يملك : أي لا يملك شيئاً من الملك. و ﴿ مّنَ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ﴾ صلة للرزق إن كان مصدراً بمعنى : لا يرزق من السموات مطراً، ولا من الأرض نباتاً. أو صفة إن كان اسماً لما يرزق. والضمير في ﴿ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾ لما ؛ لأنه في معنى الآلهة، بعد ما قيل ﴿ لاَ يَمْلِكُ ﴾ على اللفظ. ويجوز أن يكون للكفار، يعني : ولا يستطيع هؤلاء مع أنهم أحياء متصرفون أولو ألباب من ذلك شيئاً، فكيف بالجماد الذي لا حس به. فإن قلت : ما معنى قوله :( ولا يستطيعون ) بعد قوله ﴿ لاَ يَمْلِكُ ﴾ ؟ وهل هما إلا شيء واحد ؟ قلت : ليس في ﴿ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾ تقدير راجع، وإنما المعنى : لا يملكون أن يرزقوا، والاستطعة منفية عنهم أصلا ؛ لأنهم موات، إلا أن يقدر الراجع ويراد بالجمع بين نفي الملك والاستطاعة للتوكيد أو يراد : أنهم لا يملكون الرزق ولا يمكنهم أن يملكوه، ولا يتأتى ذلك منهم ولا يستقيم.
! ٧ < ﴿ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الاٌّ مْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٧٤ ) فلا تضربوا لله..... > > ﴿ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الاْمْثَالَ ﴾ تمثيل للإشراك بالله والتشبيه به، لأنّ من يضرب الأمثال مشبه حالا بحال وقصة بقصة ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ﴾ كنه ما تفعلون وعظمه، وهو معاقبكم عليه بما يوازيه في العظم ؛ لأنّ العقاب على مقدار الإثم ﴿ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ كنهه وكنه عقابه، فذاك هو الذي جرّكم إليه وجرأكم عليه، فهو تعليل للنهي عن الشرك. ويجوز أن يراد : فلا تضربوا لله الأمثال، إنّ الله يعلم كيف يضرب الأمثال، وأنتم لا تعلمون.
! ٧ < ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَىْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٧٥ ) ضرب الله مثلا..... > > ثم علمهم كيف تضرب فقال : مثلكم في إشراككم بالله الأوثان : مثل من سوّى بين

__________


الصفحة التالية
Icon