! ٧ < ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ١٠١ ) وإذا بدلنا آية..... > > تبديل الآية مكان الآية : هو النسخ، والله تعالى ينسخ الشرائع بالشرائع لأنها مصالح، وما كان مصلحة أمس يجوز أن يكون مفسدة اليوم، وخلافه مصلحة. والله تعالى عالم بالمصالح والمفاسد، فيثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بحكمته. وهذا معنى قوله ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ﴾ وجدوا مدخلا للطعن فطعنوا، وذلك لجهلهم وبعدهم عن العلم بالناسخ والمنسوخ وكانوا يقولون : إن محمداً يسخر من أصحابه : يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً، فيأتيهم بما هو أهون ؛ ولقد افتروا، فقد كان ينسخ الأشق بالأهون، والأهون بالأشق، والأهون بالأهون، والأشق بالأشق، لأنّ الغرض المصلحة، لا الهوان والمشقة. فإن قلت : هل في ذكر تبديل الآية بالآية دليل على أن القرآن إنما ينسخ بمثله، ولا يصح بغيره من السنة والإجماع والقياس ؟ قلت : فيه أن قرآناً ينسخ بمثله وليس فيه نفي نسخه بغيره، على أن السنة المكشوفة المتواترة مثل القرآن في إيجاب العلم، فنسخه بها كنسخه بمثله، وأمّا الإجماع والقياس والسنة غير المقطوع بها فلا يصح نسخ القرآن بها.
! ٧ < ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ١٠٢ ) قل نزله روح..... > > في ﴿ يُنَزّلٍ ﴾ و ﴿ نَزَّلَهُ ﴾ وما فيهما من التنزيل شيئاً على حسب الحوادث والمصالح : إشارة إلى أن التبديل من باب المصالح كالتنزيل، وأن ترك السنخ بمنزلة إيزاله دفعة واحدة في خروجه عن الحكمة. و ﴿ رُوحُ الْقُدُسِ ﴾ جبريل عليه السلام، أضيف إلى القدس وهو الطهر، كما يقال : حاتم الجود وزيد الخير، والمراد الروح المقدّس، وحاتم الجواد، وزيد الخير. والمراد الروح المقدّس، وحاتم الجواد، وزيد الخير. والمقدّس المطهر من المآثم. وقرىء : بضم الدال وسكونها ﴿ بِالْحَقّ ﴾ في موضع الحال، أي نزله ملتبساً بالحكمة، يعني أن النسخ من جملة الحق ﴿ لِيُثَبّتَ الَّذِينَ ءامَنُواْ ﴾ ليبلوهم بالنسخ، حتى إذا قالوا فيه : هو الحق من ربنا والحكمة، حكم لهم بثبات القدم وصحة اليقين وطمأنينة القلوب، على أن الله حكيم فلا يفعل إلا ما هو حكمة وصواب ﴿ وَهُدًى وَبُشْرَى ﴾ مفعول لهما معطوفان على محل ليثبت. والتقدير : تثبيتا لهم وإرشاداً وبشارة، وفيه تعريض بحصول أضداد هذه الخصال لغيرهم. وقرىء :( ليثبت )، بالتخفيف.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ ﴾ > ٧ { < النحل :( ١٠٣ ) ولقد نعلم أنهم..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon