أو نحوه، فقابلوه بمثله ولا تزيدوا عليه. وقرىء :( وإن عقبتم فعقبوا )، أي : وإن قفيتم بالانتصار فقفوا بمثل ما فعل بكم. روي
( ٥٩٩ ) أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحد : بقروا بطونهم وقطعوا مذاكيرهم، ما تركوا أحداً غير ممثول به إلا حنظلة بن الراهب، فوقف رسول الله ﷺ على حمزة وقد مثل به، وروي : فرآه مبقور البطن فقال :( أما والذي أحلف به، لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك ) فنزلت، فكفر عن يمينه وكفّ عما أراده، ولا خلاف في تحريم المثلة. وقد وردت الأخبار بالنهي عنها حتى بالكلب العقور. إما أن رجع الضمير في ﴿ لَهُوَ ﴾ إلى صبرهم وهو مصدر صبرتم. ويراد بالصابرين : المخاطبون، أي : ولئن صبرتم لصبركم خير لكم، فوضع الصابرون موضع الضمير ثناء من الله عليهم بأنهم صابرون على الشدائد. أو وصفهم بالصفة التي تحصل لهم إذا صبروا عن المعاقبة. وإما أن يرجع إلى جنس الصبر وقد دل عليه صبرتم ويراد بالصابرين جنسهم، كأنه قيل : وللصبر خير وللصابرين ونحوه قوله تعالى ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ ( الشورى : ٤٠ ). ﴿ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ ( البقرة : ٢٣٧ ) ثم قال لرسوله ﷺ ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ أنت فعزم عليه بالصبر ﴿ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾ أي بتوفيقه وتثبيته وربطه على قلبك ﴿ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ أي على الكافرين، كقوله ﴿ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ ( المائدة : ٦٨ ) أو على المؤمنين وما فعل بهم الكافرون ﴿ وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ ﴾ وقرىء :( ولا تكن في ضيق ) أي : ولا يضيقن صدرك من مكرهم والضيق : تخفيف الضيق، أي في أمر ضيق. ويجوز أن يكون الضيق والضيق مصدرين، كالقيل والقول ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ ﴾ أي هو وليّ الذين اجتنبوا المعاصي ﴿ * و ﴾ ولي

__________


الصفحة التالية
Icon