لاختصاصهم والثناء عليهم بأنهم أولاد المحمولين مع نوح، فهم متصلون به، فاستأهلوا لذلك الاختصاص. ويجوز أن يقال ذلك عند ذكره على سبيل الاستطراد.
! ٧ < ﴿ وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِى إِسْرَاءِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الاٌّ رْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٤ - ٦ ) وقضينا إلى بني..... > > ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْراءيلَ ﴾ وأوحينا إليهم وحياً مقضيا، أي مقطوعاً مبتوتاً بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة، ويعلون، أي : يتعظمون ويبغون ﴿ فِى الْكِتَابِ ﴾ في التوراة، و ﴿ لَتُفْسِدُنَّ ﴾ جواب قسم محذوف. ويجوز أن يجري القضاء المبتوت مجرى القسم، فيكون ﴿ لَتُفْسِدُنَّ ﴾ جواباً له، كأنه قال : وأقسمنا لتفسدن. وقرىء :( لتفسدّن )، على البناء للمفعول. ( ولتفسدن ) بفتح التاء من فسد ﴿ مَّرَّتَيْنِ ﴾ أولاهما : قتل زكريا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله، والآخرة : قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ابن مريم ﴿ عِبَادًا لَّنَا ﴾ وقرىء :( عبيداً لنا ) وأكثر ما يقال : عباد الله وعبيد الناس : سنحاريب وجنوده وقيل بختنصر. وعن ابن عباس : جالوت. قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة، وخربوا المسجد، وسبوا منهم سبعين ألفاً. فإن قلت : كيف جاز أن يبعث الله الكفرة على ذلك ويسلطهم عليه، قلت : معناه خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم، على أنّ الله عزّ وعلا أسند بعث الكفرة عليهم إلى نفسه، فهو كقوله تعالى ﴿ وَكَذالِكَ نُوَلّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ * يَكْسِبُونَ ﴾ ( الأنعام : ١٢٩ ) وكقول الداعي. وخالف بين كلمهم. وأسند الجوس وهو التردّد خلال الديار بالفساد إليهم، فتخريب المسجد وإحراق التوراة من جملة الجوس المسند إليهم. وقرأ طلحة ( فحاسوا ) بالحاء. وقرىء :( فجوّسو )، و ( خلل الديار ). فإن قلت : ما معنى ﴿ وَعْدُ أُولَاهُمَا ﴾ ؟ قلت : معناه وعد عقاب أولاهما ﴿ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ﴾ يعني : وكان وعد العقاب وعدا لا بد أن يفعل ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ ﴾ أي الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو. قيل : هي قتل بختنصر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم، وقيل : هي قتل داود جالوت ﴿ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴾ مما كنتم. والنفير، من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل : جمع نفر كالعبيد والمعيز.
! ٧ < { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاًّنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاٌّ خِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ

__________


الصفحة التالية
Icon