في كون السعي مشكوراً : إرادة الآخرة بأن يعقد بها همه ويتجافى عن دار الغرور، والسعي فيما كلف من الفعل والترك. والإيمان الصحيح الثابت. وعن بعض المتقدّمين : من لم يكن معه ثلاث لم ينفعه عمله : إيمان ثابت، ونية صادقة، وعمل مصيب. وتلا هذه الآية. وشكر الله : الثواب على الطاعة.
! ٧ < ﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَاؤُلاءِ وَهَاؤُلاءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٢٠ ) كلا نمد هؤلاء..... > > ﴿كُلاًّ ﴾ كل واحد من الفريقين، والتنوين عوض من المضاف إليه ﴿ نُّمِدُّ ﴾ هم : نزيدهم من عطائنا، ونجعل الآنف منه مدداً للسالف لا نقطعه. فنرزق المطيع والعاصي جميعاً على وجه التفضل ﴿ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبّكَ ﴾ وفضله ﴿ مَحْظُورًا ﴾ أي ممنوعاً، لا يمنعه من عاص لعصيانه.
! ٧ < ﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلاٌّ خِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٢١ ) انظر كيف فضلنا..... > > ﴿انظُرْ ﴾ بعين الاعتبار ﴿ كَيْفَ ﴾ جعلناهم متفاوتين في التفضل. وفي الآخرة التفاوت أكبر، لأنها ثواب وأعواض وتفضل، وكلها متفاوتة. وروي أن قوماً من الأشراف فمن دونهم اجتمعوا بباب عمر رضي الله عنه، فخرج الإذن لبلال وصهيب، فشق على أبي سفيان، فقال سهيل بن عمرو : إنما أتينا من قبلنا أنهم دعوا ودعينا يعني إلى الإسلام فأسرعوا وأبطأنا وهذا باب عمر فكيف التفاوت في الآخرة. ولئن حسدتموهم على باب عمر لما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر. وقرىء :( وأكثر تفضيلاً )، وعن بعضهم :( أيها المباهي ) بالرفع منك في مجالس الدنيا ( أما ترغب في المباهاة ) بالرفع في مجالس الآخرة وهي أكبر وأفضل ؟
! ٧ < ﴿ لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَاهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٢٢ ) لا تجعل مع..... > > ﴿فَتَقْعُدَ ﴾ من قولهم شحذ الشفرة حتى قعدت، كأنها حربة بمعنى صارت، يعني : فتصير جامعاً على نفسك الذم وما يتبعه من الهلاك من إلهك، والخذلان والعجز عن النصرة ممن جعلته شريكاً له.
! ٧ < ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٢٣ ) وقضى ربك ألا..... > > ﴿وَقَضَى رَبُّكَ ﴾ وأمر أمراً مقطوعاً به ﴿ أَلاَّ تَعْبُدُواْ ﴾ أن مفسرة ولا تعبدوا نهي. أن بأن لا تعبدوا ﴿ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ وأحسنوا بالوالدين إحساناً. أو بأن تحسنوا بالوالدين إحساناً وقرىء :( وأوصى ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما :( ووصى ). وعن بعض ولد معاذ بن

__________


الصفحة التالية
Icon