قال فيهم ﴿ وَنُخَوّفُهُمْ ﴾ أي نخوفهم بمخاوف الدنيا والآخرة ﴿ فَمَا يَزِيدُهُمْ ﴾ التخويف ﴿ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ فكيف يخاف قوم هذه حالهم بإرسال ما يقترحون من الآيات. وقيل : الرؤيا هي الإسراء، وبه تعلق من يقول : كان الإسراء في المنام، ومن قال : كان في اليقظة، فسر الرؤيا بالرؤية. وقيل : إنما سماها رؤيا على قول المكذبين حيث قالوا له : لعلها رؤيا رأيتها، وخيال خيل إليك، استبعاداً منهم، كما سمى أشياء بأساميها عند الكفرة، نحو قوله :﴿ فَرَاغَ إِلَىءالِهَتِهِمْ ﴾ ( الصافات : ٩١ )، ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِىَ ﴾ ( النحل : ٢٧ )، ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ ( الدخان : ٤٩ ) وقيل : هي رؤياه أنه سيدخل مكة. وقيل : رأى في المنام أن ولد الحكم يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة. فإن قلت : أين لعنت شجرة الزقوم في القرآن ؟ قلت : لعنت حيث لعن طاعموها من الكفرة والظلمة ؛ لأنّ الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن على الحقيقة، وإنما وصفت بلعن أصحابها على المجاز. وقيل : وصفها الله باللعن، لأن اللعن الإبعاد من الرحمة، وهي في أصل الجحيم في أبعد مكان من الرحمة، وقيل تقول العرب لكل طعام مكروه ضار : ملعون، وسألت بعضهم فقال : نعم الطعام الملعون القشب الممحوق. وعن ابن عباس : هي الكشوث التي تتلوى بالشجر يجعل في الشراب. وقيل : أبو جهل. وقرىء ( والشجرةُ الملعونةُ ) بالرفع، على أنها مبتدأ محذوف الخبر، كأنه قيل : والشجرة الملعونة في القرآن كذلك.
! ٧ < ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَاذَا الَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى الاٌّ مْوَالِ وَالاٌّ وْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٦١ ) وإذ قلنا للملائكة..... > > ﴿طِينًا ﴾ حال إما من الموصول والعامل فيه أسجد، على : أأسجد له وهو طين، أي أصله طين. أو من الراجع إليه من الصلة على : أأسجد لمن كان في وقت خلقه طيناً ﴿ أَرَءيْتَكَ ﴾ الكاف للخطاب، و ﴿ هَاذَا ﴾ مفعول به. والمعنى : أخبرني عن هذا { الَّذِى