الضعف، ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل : ضعف الحياة وضعف الممات، كما لو قيل : لأذقناك أليم الحياة وأليم الممات. ويجوز أن يراد بضعف الحياة : عذاب الحياة الدنيا، وبضعف الممات : ما يعقب الموت من عذاب القبر وعذاب النار، والمعنى : لضاعفنا لك العذاب المعجل للعصاة في الحياة الدنيا، وما نؤخره لما بعد الموت، وفي ذكر الكيدودة وتقليلها، مع إتباعها الوعيد الشديد بالعذاب المضاعف في الدارين دليل بين على أن القبيح يعظم قبحه بمقدار عظم شأن فاعله وارتفاع منزلته، ومن ثم استعظم مشايخ العدل والتوحيد رضوان الله عليهم نسبة المجبرة القبائح إلى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً وفيه دليل على أن أدنى مداهنة للغواة مضادة لله وخروج عن ولايته، وسبب موجب لغضبه ونكاله. فعلى المؤمن إذا تلا هذه الآية أن يجثو عندها ويتدبرها، فهي جديرة بالتدبر، وبأن يستشعر الناظر فيها الخشية وازدياد التصلب في دين الله. وعن النبي ﷺ أنها لما نزلت كان يقول :
( ٦٢٥ ) ( اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ).
! ٧ < ﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الاٌّ رْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً * سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٧٦ ) وإن كادوا ليستفزونك..... > > ﴿وَإِن كَادُواْ ﴾ وإن كاد أهل مكة ﴿ لَيَسْتَفِزُّونَكَ ﴾ ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم ﴿ مّنَ الاْرْضِ ﴾ من أرض مكة ﴿ وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ ﴾ لا يبقون بعد إخراجك ﴿ إِلا ﴾ زماناً ﴿ قَلِيلاً ﴾ فإن الله مهلكهم وكان كما قال، فقد أهلكوا ببدر بعد إخراجه بقليل. وقيل : معناه ولو أخرجوك لاستؤصلوا عن بكرة أبيهم. ولم يخرجوه، بل هاجر بأمر ربه. وقيل : من أرض العرب. وقيل : من أرض المدينة، وذلك.
( ٦٢٦ ) أن رسول الله ﷺ لما هاجر حسدته اليهود وكرهوا قربه منهم، فاجتمعوا