! ٧ < ﴿ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذالِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّى لاًّقْرَبَ مِنْ هَاذَا رَشَدًا ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٢٣ - ٢٤ ) ولا تقولن لشيء..... > > ﴿ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء ﴾ ولا تقولنّ لأجل شيء تعزم عليه ﴿ إِنّى فَاعِلٌ ذالِكَ ﴾ الشيء ﴿ غَداً ﴾ أي فيما يستقبل من الزمان. ولم يرد الغد خاصة ﴿ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ﴾ متعلق بالنهي لا بقوله : إني فاعل لأنه لو قال إني فاعل كذا إلا أن يشاء الله، كان معناه : إلا أن تعترض مشيئة الله دون فعله، وذلك مما لا مدخل فيه للنهي، وتعلقه بالنهي على وجهين، أحدهما، ولا تقولنّ ذلك القول إلا أن يشاء الله أن تقوله، بأن يأذن لك فيه. والثاني : ولا تقولنه إلا بأن يشاء الله، أي : إلا بمشيئة الله، وهو في موضع الحال. يعني : إلا ملتبساً بمشيئة الله قائلاً : إن شاء الله وفيه وجه ثالث، وهو : أن يكون ﴿ إِن شَاء اللَّهُ ﴾ ( البقرة : ٧٠ ) في معنى كلمة تأبيد، كأنه قيل ولا تقولنه أبداً. ونحوه قوله ﴿ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ ﴾ ( الأعراف : ٨٩ ) لأن عودهم في ملتهم مما لن يشاءه الله. وهذا نهي تأديب من الله لنبيه حين قالت اليهود لقريش : سلوه عن الروح، وعن أصحاب الكهف، وذي القرنين. فسألوه فقال : ائتوني غداً أخبركم ولم يستثن، فأبطأ عليه الوحي حتى شق عليه وكذبته قريش ﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ ﴾ أي مشيئة ربك وقل : إن شاء الله إذا فرط منك نسيان لذلك. والمعنى : إذا نسيت كلمة الاستثناء ثم تنبهت عليها فتداركها بالذكر. وعن ابن عباس رضي الله عنه : ولو بعد سنة ما لم تحنث. وعن سعيد بن جبير : ولو بعد يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة. وعن طاوس : هو على ثنياه ما دام في مجلسه. وعن الحسن نحوه. وعن

__________


الصفحة التالية
Icon