على المعنى، لأنّ مافي معنى الأجنة وذكر ﴿ مُحَرَّمٌ ﴾ للحمل على اللفظ. ونظيره ﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ ﴾ ( محمد : ١٦ ) ويجوز أن تكون التاء للمبالغة مثلها في رواية الشعر. وأن تكون مصدراً وقع موقع الخالص، كالعاقبة أي ذو خالصة. ويدلّ عليه قراءة من قرأ :( خالصة ) بالنصب على أنّ قوله ﴿ لِّذُكُورِنَا ﴾ هو الخبر، وخالصة مصدر مؤكد، ولا يجوز أن يكون حالاً متقدمة، لأن المجرور لا يتقدم عليه حاله. وقرأ ابن عباس :( خالصة ) على الإضافة. وفي مصحف عبد الله :( خالص ). ﴿ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً ﴾ وإن يكن ما في بطونها ميتة. وقرىء :( وإن تكن )، بالتأنيث، على : وإن تكن الأجنة ميتة. وقرأ أهل مكة :( وإن تكن ميتة ) بالتأنيث والرفع على كان التامة وتذكير الضمير في قوله :﴿ فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء ﴾ لأن الميتة لكل ميت ذكر أو أنثى، فكأنه قيل : وإن يكن ميت فهم فيه شركاء ﴿ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ﴾ أي : جزاء وصفهم الكذب على الله في التحليل والتحريم من قوله تعالى :﴿ تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَاذَا حَلَالٌ وَهَاذَا حَرَامٌ ﴾ ( النحل : ٦٢ ).
! ٧ < ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَآءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأنعام :( ١٤٠ ) قد خسر الذين..... > > نزلت في ربيعة ومضر والعرب الذين كانوا يئدون بناتهم مخافة السبي والفقر ﴿ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ لخفة أحلامهم، وجهلهم بأنّ الله هو رازق أولادهم، لا هم. وقرىء :( قتلوا ) بالتشديد ﴿ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ﴾ من البحائر والسوائب وغيرها.
! ٧ < ﴿ وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١٤١ ) وهو الذي أنشأ..... > >
﴿ أَنشَأَ جَنَّاتٍ ﴾ من الكروم ﴿ مَّعْرُوشَاتٍ ﴾ مسموكات ﴿ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ﴾ متروكات على وجه الأرض لم تعرّش. وقيل :( المعروشات ) ما في الأرياف والعمران مما غرسه الناس واهتموا به فعرّشوه ﴿ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ﴾ مما أنبته وحشياً في البراري والجبال، فهو غير معروش. يقال : عرّشت الكرم، إذا جعلت له دعائم وسمكاً تعطف عليه القضبان.

__________


الصفحة التالية
Icon